فإن الرافضة يغلون في آل بيت النبي - صلى الله عليه وسلم - يغلون في علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -، وفاطمة بنت النبي - صلى الله عليه وسلم - ورضي عنها وذريته منها، ويتجاوزون فيهما الحد.

وأما الخوارج فإنهم يكفِّرون كثيرا من الصحابة، ومنهم علي - رضي الله عنه -، فكانوا مع الرافضة على طرفي نقيض.

فالخوارج هم شر النواصب؛ لأن الطائفة الناصبة نصبوا العداء لأهل بيت النبي - صلى الله عليه وسلم -، وخيرهم مطلقا علي - رضي الله عنه -. والرافضة مع غلوهم في عليّ - رضي الله عنه - وذريته نصبوا العداوة لخير هذه الأمة بعد نبيها، لأبي بكر، وعمر، وعثمان، وجمهور الصحابة رضي الله عنهم، ولا يستثنون إلا نفرا قليلا.

فهم شر من الخوارج؛ لأنهم شاركوا الخوارج في نظير ما ضلوا وانحرفوا فيه من أمر الصحابة، وزادوا عليه، فالرافضة شر، والخوارج خير منهم بكثير (?)، فالذي يبغض ـ مثلا ـ عليا، أو يكفره أهون ممن يبغض أبا بكر، ويكفره، وإن كان الكل ضالا منحرفا زائغا عن سبيل الحق.

فأهل السنة وسط، يحبون أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وينزلونهم منازلهم، ولا يبغضون أحدا منهم، ولا يتبرءون من أحد منهم، ولا يذكرونهم إلا بالجميل، ويبغضون من يبغضهم، وبغير الخير يذكرهم.

وينزلونهم منازلهم، ولا يغلون في أحد منهم، كما صنعت الروافض، ولا جفاء كما صنعت الخوارج، والله المستعان.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015