سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ * قَالَ يَا آدَمُ} [(30 - 33) سورة البقرة] إلى آخر القصة.
كلها فيها إضافة القول إلى الله، ومنها قوله تعالى {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى} كلمه: خاطبه بكلام؛ بأخبار، وأوامر {وَإِذْ نَادَى رَبُّكَ مُوسَى أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} {وَنَادَيْنَاهُ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا}
الله تعالى نادى موسى، وناجاه.
والنداء هو: الخطاب بصوت رفيع.
والمناجاة: الخطاب بصوت خفي.
فموسى هو كليم الله، وهو نجي الله، فالله تعالى موصوف بالمناداة والمناجاة، والعباد يوصفون بالكلام، والتكليم، وبالمناداة وبالمناجاة، وليست المناداة كالمناداة، ولا المناجاة كالمناجاة، ولا التكليم كالتكليم، وهذا كله في القرآن {إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِن وَرَاء الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ} [(4) سورة الحجرات] {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً} [(12) سورة المجادلة] {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَنَاجَيْتُمْ فَلَا تَتَنَاجَوْا بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ وَتَنَاجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوَى} [(9) سورة المجادلة].
المقصود أن كل ما يوصف الله به من ذلك، ليس مثل ما يوصف به المخلوق.
{وَكَلَّمَ اللهُ مُوسَى تَكْلِيمًا} كلم اللهُ: بالرفع فاعل، وموسى: مفعول هو المكلَم، وتكليما: مصدر مؤكِد يرفع ويدفع احتمال المجاز.
والمعطلة يحرفون هذه الآية لكن هيهات، يقولون: وكلم اللهَ، ويكون على تحريفهم التكليم من موسى لله، يعني: موسى كلم الله (?).
ولو كان الأمر كذلك فهل يكون لموسى خصوصية؟