القرآنية الدالة على إثبات صفة الكلام لله كثيرة جدا.
وأهل السنة يؤمنون بما دلت عليه هذه النصوص بأنه تعالى لم يزل متكلما إذا شاء بما شاء، وكيف شاء، لم يحدث له الكلام بعد أن كان غير متكلم، فيوصف تعالى بالقول فهو يقول، وبأنه يتكلم سبحانه وتعالى، ويوصف بالمناداة، فهو ينادي، ويناجي سبحانه وتعالى، ويتكلم كلاما يسمعه من شاء من عباده، وكلامه بحرف وصوت، يعني: بكلمات وحروف، فكلامه تعالى حروف وكلمات، وسور وآيات، فيجب إثبات صفة الكلام له سبحانه وتعالى مع نفي مماثلته تعالى للمخلوقات، فكلامه، وتكلمه ليس ككلام أحد من الخلق {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}.
وكلامه تصعق منه الملائكة، " إذا قضى الله الأمر في السماء ضربت الملائكة بأجنحتها خَضَعانا لقوله" (?) أي: تعظيما له سبحانه، ولعظم ما يسمعون من وقع كلامه سبحانه وتعالى، ولكنه إذا شاء كلم عباده، وجعل لهم الطاقة والقدرة على سماع كلامه، أو يكلمهم كيف شاء كلاما تحتمله قواهم، كما كلم موسى، ونادى الأبوين {وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ} فكلامه سبحانه وتعالى كلام مسموع يُسْمِعه من شاء من عباده، وأهل البدع المعطلة، ومن تبعهم ينفون الكلام عن الله (?)، ويقولون: إنه لا يتكلم، ولا يكلم، وأن هذا يستلزم التشبيه، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا، فنفوا حقيقة الكلام عن الله بمثل هذا التلبيس الذي هو من وحي إبليس البعيد العدو المبين.
وماذا يقول هؤلاء الضلال عن القرآن؟
يقولون: إنه كلام مخلوق خلقه الله في الهواء لا في محل، وعبّر عنه جبريل، أو خلق كلاما في الهواء، وتلقاه جبريل، وبلَّغه.