.. تالله ان سمح الزَّمَان بقربكم وحللت مِنْكُم بِالْمحل الداني
يخبر النَّاظِم عَمَّا حصل لَهُ فِي سيره الى الله جلا وَعلا وَأَنه طَاف الْمذَاهب يَبْتَغِي نورا ليهتدي بِهِ وينجو بِهِ من النيرَان وَأَنه لم يحصل لَهُ فِي طَوَافه ذَلِك الا الظلمَة والحيرة وَمَعَ إمعانه فِي ذَلِك والظلمة تزيد والحيرة تقوى حَتَّى بَدَت لَهُ انوار الْهدى من الْكتاب وَالسّنة وكنى عَن ذَلِك بقوله حَتَّى بَدَت لَهُ فِي سيره نَار على طود الْمَدِينَة فَأتى ليقبسها فَلم يُمكنهُ ذَلِك مَعَ تِلْكَ الْقُيُود الَّتِي توهن الانقياد فلولا أَن الله سُبْحَانَهُ تَدَارُكه بِلُطْفِهِ لرجع ونكص على عَقِبَيْهِ فَلَمَّا جَاءَهُ ذَلِك اللطف الالهي انْحَلَّت قيوده وَسَار الى الله مقتديا بأنوار الْكتاب وَالسّنة قَالَ النَّاظِم رَحمَه الله تَعَالَى ... ان رمت تبصر مَا ذكرت فغض طر ... فا عَن سوى الْآثَار وَالْقُرْآن
حدق بقلبك فِي النُّصُوص كَمثل مَا ... قد حدقوا فِي الرَّأْي طول زمَان
فَالله بَين فيهمَا طرق الْهدى لِعِبَادِهِ فِي أحسن التِّبْيَان
فالوحي كَاف للَّذي يَعْنِي بِهِ شاف لداء جَهَالَة الانسان