قَالَ: ومُزَيْن، لَا يلبس.
قلت: هُوَ بِضَم أَوله، وَفتح الزَّاي، وَسُكُون الْمُثَنَّاة تَحت، ثمَّ نون، وَتقدم ذكر يحيى بن إِبْرَاهِيم بن مزين.
بلَى يلبس ب:
المُزَيَّن: بِكَسْر الْمُثَنَّاة تَحت مُشَدّدَة، وَعرف بهَا أَحْمد بن عمر بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن عمر الْأنْصَارِيّ، أَبُو الْعَبَّاس الْقُرْطُبِيّ، نزيل الْإسْكَنْدَريَّة، يعرف بِابْن المزين صَنْعَة لِأَبِيهِ، سمع من عبد الْحق بن مُحَمَّد بن [عبد] الْحق، وَأبي جَعْفَر بن أبي يحيى، وَغَيرهمَا، وَأخذ عَنهُ أَبُو عبد الله الْقُرْطُبِيّ الْمُفَسّر، وَغَيره، لَهُ ((شرح صَحِيح مُسلم)) ، و ((مُخْتَصر الصَّحِيح)) أَيْضا، و ((مُخْتَصر صَحِيح البُخَارِيّ)) ، وَغير ذَلِك، لقِيه أَبُو بكر مُحَمَّد بن مسدي بغرناطة سنة أَربع عشرَة وست مئة، وَاجْتمعَ بِهِ بالإسكندرية، وغمزه بِشَيْء، مِنْهُ قَوْله فِيهِ: وَأخذ نَفسه بِعلم الْكَلَام، وَأَن الْجَوْهَر الْفَرد لَا يقبل الانقسام، وتغلغل فِي تِلْكَ الشعاب عدَّة أحقاب، وَمن ذَلِك أَيْضا قَوْله فِيهِ: وَله اقتدار على تَوْجِيه الْمعَانِي بِالِاحْتِمَالِ، لَا عَن جمع الطّرق بكشف حَقِيقَة الْحَال، وَهِي طَرِيق زل فِيهَا كثير من الْعلمَاء. انْتهى.
توفّي أَبُو الْعَبَّاس هَذَا فِي ذِي الْقعدَة سنة سِتّ وَخمسين وست مئة، وَقد جَاوز السّبْعين. وَالله أعلم.