توجيه اللمع (صفحة 387)

باب: (عسى)

قال ابن جني: اعلم أن عسى فعل ماض غير متصرف, ومعناه المقاربة, وهو يرفع الاسم وينصب الخبر ككان, إلا أنخبره لا يكون إلا فعلًا مستقبلًا, ويلزمه أن, وذلك قولك: عسى زيد أن يقوم, وعسى جعفر أن ينطلق, قال الله تعالى: {فعسى الله أن يأتي بالفتح}.

ويجوز أن تحذف «أن» فتقول: عسى زيد يقوم, قال هدبة بن خشرم:

عسى الهم الذي أمسيت فيه ... يكونوراءه فرج قريب

وتقول: زيد عسى أن يقوم, فاسم عسى مضمر فيها, فإن ثنيت على هذا أو جمعت أو أنثت قلت: الزيدان عسيا أن يقوما, والزيدون عسوا أن يقوموا, وهند عست أن تقوم, والهندان عست أن تقوما, والهندات عسين أن يقمن, فأن الآن وما بعدها في موضع نصب.

ـــــــــــــــــــــــــــــ

= ومعنى ذلك أنه وضع للمبالغة في المدح, وهذا شأن الأمثال, وأنشد الزجاج:

308 - يا حبذا القمراء والليل الساج ... وطرق مثل ملاء النساج

الساجي: الساكن, والملاء: الملاحف, والشاهد: أنه قال: «ذا» فذكره, والإشارة إلى القمراءز

(باب عسى)

قال ابن الخباز: (اعلم أن عسى فعل ماضي غير متصرف) والدليل على أنها فعل: اتصال تاء الضمير بها كقوله تعالى: {فهل عسيتم} والدليل على أنها ماض: تجردها من زيادات المضارعة وأنها ليست بأمر. وإنما لم تتصرف, لأنها

طور بواسطة نورين ميديا © 2015