توجيه اللمع (صفحة 201)

باب:

(باب التمييز)

قال ابن جني: ومعنى التمييز: تخليص الأجناس بعضها من بعض, ولفظ المميز اسم نكرة يأتي بعد الكلام التام, يراد به تبيين الجنس. وأكثر ما يأتي 18/ب بعد الأعداد / والمقادير, فالأعداد: من أحد عشر إلى تسعة وتسعين. نحو قولك: عندي أحد عشر رجلًا, واثنا عشر غلامًا, وثلاثون جارية, وخمسون درهمًا, وأما المقادير: فعلى ثلاثة أضرب: ممسوح, ومكيل, وموزون, فالممسوح نحو قولك: ما في السماء قدر راحة سحابًا, ولا في الثوب مقر درهم نسيجًا, والمكيل نحو قولك: عندي قفيزان برًا, وجريتان شعيرًا, ومكوكان دقيقًا.

والموزون نحو قولك: عندي منوان سمنًا, واشتريت رطلين زيتًا.

ـــــــــــــــــــــــــــــ

(باب التمييز)

قال ابن الخباز: ويسمي التبيين والتفسير, وهي في الأصل مصادر. وقوله في تفسيره: (تخليص الأجناس بعضها من بعض) الأمر كما ذكر, لأنك إذا قلت: له عشرون, احتمل كل جنس يصلح أن يدخل عليه العدد, فإذا قلت: درهمًا, فقد خلصت هذا الجنس من سائر الأجناس, هذا معنى قول أبي علي: «جملة التمييز أن يحتمل الشيء وجوهًا فتبيينه بأحدها». ويجوز في (بعضها) الجر والرفع والنصب, فالجر: على أنه يدل من لفظ الأجناس, والرفع: على أنه بدل من موضعها إذا قدر تخليصها بأن تخلص, وهو فعل غير مسمى الفاعل.

وإنما كان التمييز اسمًا, لأنه أشبه المفعول الذي لا يكون إلا اسمًا, وها هنا علة أدق من هذه, وهو أن التمييز إما أن يكون فاعلًا في المعنى, كقولك: طاب زيد نفسًا, أي: طابت نفسه, أو مفعولًا في المعنى, كقوله تعالى: {وفجرنا الأرض عيونًا} أي: =

طور بواسطة نورين ميديا © 2015