تهذيب اللغه (صفحة 4287)

وَقَالَ ابْن شُمَيل: إِن آثَرت أَن تَأْتِينَا فَأْتِنَا يَوْم كَذَا.

ويُقال: قد أَثِر أَن يَفْعل ذَلِك الْأَمر، أَي فرغ لَهُ وعَزم عَلَيْهِ.

قَالَ اللَّيث: قد أثِرْت بِأَن أفعل كَذَا وَكَذَا، وَهُوَ هَمٌّ فِي عَزم.

قَالَ: ويُقال: افْعَل هَذَا يَا فلَان آثراً مَا، أَي إِن اخْترت ذَلِك الفِعْل فافعل هَذَا إمّا لَا.

أَبُو عُبيد، عَن أبي زيد: الأثِيرة من الدوابّ العَظيمة الْأَثر فِي الأَرْض بخُفّها، أَو حافِرها.

ورَجُل أَثْرٌ، مِثَال فَعْل، وَهُوَ الَّذِي يَسْتأثر على أَصْحَابه، مُخَفّف.

الأصمعيّ: آثرتك إيثاراً، أَي فضَّلتك.

وَفُلَان أثِيرُ عِنْد فلَان، وَذُو أُثْرة، إِذا كَانَ خَاصّا بِهِ.

وَيُقَال: قد أَخذه بِلَا أَثَرَة، وَبلا إِثْرَةٍ، وَبلا اسْتِئْثار، أَي لم يستأثر على غَيره وَلم يَأْخُذ الأجود؛ وَقَالَ الحطيئة يَمدح عُمرَ رَضِي الله عَنهُ:

مَا آثَرُوك بهَا إِذْ قدَّمُوك لَهَا

لكنْ لأنْفُسهم كَانَت بهَا الإِثَرُ

أَي الخِيرة والإيثار؛ كأَن (الإثَرَ) جمع الإثْرَة، وَهِي الأَثَرَة.

ويُقال: أَثّر بوَجْهه وبجَبِينه السُّجودُ، وأَثر فِيهِ السَّيْفُ والضَّرْبة.

وَيُقَال: آثرَ كَذَا وَكَذَا بِكَذَا وَكَذَا، أَي أَتْبَعه إيّاه؛ وَمِنْه قَول مُتّمم بِهِ نُوَيرة يَصِف الغَيْث:

فآثر سَيْل الوادَيْين بديمةٍ

ترشِّحُ وسميّاً من النّبْت خِرْوعَا

أَي أَتبع مَطراً تقدّم بديمَةٍ بَعْدها.

وَقَالَ الأَعْرَجُ الطّائيّ:

أُراني إِذا أَمرٌ أَتى فَقَضَيْتُه

فَزِعْتُ إِلَى أمرٍ عليّ أَثِير

قَالَ: يُريد: الْمَأْثُور الَّذِي أَخذ فِيهِ.

قَالَ المازنيّ: وَهُوَ قَولهم: خُذ هَذَا آثراً مَا.

آثَرك الله علينا، أَي فَضَّلك.

يُقال: لَهُ عَليّ أَثْرٌ، أَي فَضْل.

وَفِي الحَدِيث: (إِنَّكُم سَتَلْقون بَعْدي أَثَرَةً) ، أَي يُستأثر عَلَيْكُم فيفضِّل غَيْركُمْ نَفسه عَلَيْكُم فِي الْفَيْء.

وَقَوله: اسْتَأثرَ الله بالبَقاء، أَي انْفرد بالبَقاء.

{فَقَالَ إِنْ هَاذَآ إِلاَّ سِحْرٌ} (المدثر: 24) أَي يَرويه واحدٌ عَن وَاحِد.

وحديثٌ مأثور: يَأْثُره عَدْلٌ عَن عَدْل.

وَفِي الحَدِيث: (من سَرّه أَن يبسط الله فِي رِزْقه ويَنْسأ فِي أَثَره فَلْيصل رَحمَه) ، أَي فِي أَجله.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015