تهذيب اللغه (صفحة 4234)

يُنفقون؟ .

قَالَ: وَهَذَا إِجْمَاع النَّحويين، وَكَذَلِكَ الأوَّل إجماعٌ أَيْضا.

وَمثل: جَعْلهم (مَا) و (ذَا) بِمَنْزِلَة اسْم وَاحِد، قولُ الشَّاعِر:

دَعِي مَاذَا عَلِمْتُ سأتّقيه

ولكنْ بالمُغَيَّبَ نَبِّئِينِي

كأنّه بِمَعْنى: دَعِي الَّذِي عَلِمت.

أَبُو زَيد: جَاءَ الْقَوْم من ذِي أَنْفُسهم، وَمن ذَات أَنفُسهم؛ وَجَاءَت المرأةُ من ذِي نَفْسها، وَمن ذَات نَفسهَا، إِذا جاءَا طائعَيْن.

وَقَالَ غيرُه: جَاءَ فلانٌ من أيّة نَفسه، بِهَذَا الْمَعْنى.

والعربُ تَقول: لَاها الله ذَا، بِغَيْر ألف فِي الْقسم. والعامة تَقول: لَا الله إِذا. وَإِنَّمَا الْمَعْنى: لَا وَالله هَذَا مَا أُقسم بِهِ، فأَدخل اسْم الله بَين (هَا) و (ذَا) .

وَتقول الْعَرَب: وضعتِ المرأةُ ذَات بَطنها، إِذا ولدت؛ والذّئْب مَغْبوط بِذِي بَطْنه: أَي بِجَعْوِه؛ وأَلْقى الرّجُلُ ذَا بَطْنه، إِذا أَحْدَث.

وَيُقَال: أَتَيْنَا ذَا يَمن، أَي أَتينا اليَمَن.

وسَمِعْتُ غيرَ واحدٍ من الْعَرَب يَقُول: كُنّا بِموضع كَذَا وَكَذَا مَعَ ذِي عَمْرٍ و، وَكَانَ ذُو عَمْرٍ وبالصَّمَّان، أَي كنّا مَعَ عَمْرو، ومعنا عَمْرو. و (ذُو) كالصّلة عِنْدهم، وَكَذَلِكَ (ذوى) .

قَالَ: وَهُوَ كَثير فِي كَلَام قَيْس ومَن جاوَرَهم.

و (ذَا) يُوصل بِهِ الْكَلَام؛ وَقَالَ:

تَمَنى شَبِيبٌ مِيتَةً سَفَلَتْ بِهِ

وَذَا قَطَرِيَ لَفَّه مِنْهُ وائلُ

يُريد: قطريّاً. و (ذَا) صلَة.

وَقَالَ الكُميت:

إِلَيْكُم ذَوِي آل النبيّ تَطَلَّعت

نوازِعُ من قلْبي ظِمَاءٌ وأَلْبُبُ

أَرَادَ: بَنَات الْقلب وهُمومه.

وَقَالَ آخر:

إِذا مَا كُنتُ مِثْلَ ذَوي عُوَيْفٍ

ودِينارٍ فَقَامَ عَلَيّ ناعِي

وَقَالَ أَبُو زيد: يُقال: مَا كلّمت فلَانا ذاتَ شَفة، وَلَا ذَات فَمٍ، أَي لم أُكلّمه كلمة.

وَيُقَال: لَا ذَا جَرَمَ، وَلَا عَن ذَا جَرمَ، أَي لَا أعلم ذَاك هَا هُنَا، كَقَوْلِهِم: لَاها الله ذَا، أَي لَا أَفعل ذَلِك.

وَتقول: لَا والّذي لَا إِلَه إِلَّا هُوَ، فَإِنَّهَا تملأ الفَمَ وتَقطع الدَّم لأفعلنّ ذَلِك.

وَتقول: لَا وَعَهد الله وعَقْده لَا أَفعل ذَلِك.

تَفْسِير إِذْ وَإِذا وَإِذن

قَالَ اللَّيْثُ: تَقول العربُ: (إِذْ) لما

طور بواسطة نورين ميديا © 2015