تهذيب اللغه (صفحة 4220)

يَا رِيحَ بَيْنُونَةَ لَا تَذْمِيناَ

جِئْتِ بأَرْوَاحِ المُصَفَّرِينَا

قَالَ أَبُو زَيد: ذَمَتْه الرِّيحُ تَذْمِيه ذَمْياً، إِذا قَتَلَتْه.

وَقَالَ أَبُو مَالك: ذَمَت فِي أَنْفِه الرِّيحُ، إِذا طارت إِلَى رأْسِه، وأَنكر قولَ أَبي زَيْدٍ.

قَالَ: ويُقال: ضَرَبه ضَرْبةً فَأَذْماه، إِذا أَوْقذَه وتَركه برَمَقِه.

ويُقال: أَذْمَى الرّامِي رَمِيَّته، إِذا لم يُصِب المَقْتَلَ فَيُعَجِّلَ قَتْلَه؛ وَقَالَ أُسامةُ الهُذَليّ:

أَنابَ وَقد أَمْسَى على المَاءِ قَبْله

أُقَيْدِرُ لَا يُذْمِي الرّمِيَّةَ راصد

أَنابَ، يَعني الحِمار أَتى الماءَ.

وَقَالَ آخَرُ:

وأَفْلَتَ زيدُ الخيلِ مِنّا بِطَعْنةٍ

وَقد كَانَ أَذْماه فَتى غيرُ قُعْدُدِ

أَبو عُبَيد، عَن الفَرّاء، قَالَ: الذَّميَان، والقَدَيَان: الإسراعُ؛ يُقَال: قَدَى يَقْدِي، وَذَمَى يَذْمِي.

وَقَالَ ابْنُ الأنْبَاريّ: الذَّمَى: الرِّيحُ المُنْتِنَة، مَقْصُورٌ يُكْتَبُ بِالْيَاءِ.

وَذَمَتْهُ ريحُ الجِيفَةِ، تَذْمِيه ذَمْياً.

قَالَ: والذَّمَاءُ: ضَرْبٌ من المشْيِ، أَو السّيْرِ.

يُقال: ذَمَى يَذْمِي ذَماءً، مَمْدُود.

قَالَ خِدَاش بنُ زُهَير:

سيُخْبِرُ أَهلُ وَجَ مَن كَتَمْتُم

وتَذْمِي مَن أَلَمّ بهَا القُبُورُ

هَذَا مِن ذَمَاء رِيح الجِيفة، إِذا أَخَذَت بِنَفَسه.

وَقَالَ البَعِيثُ:

إِذا البيضُ سافَتْه ذَمَى فِي أُنُونها

صُنَانٌ ورِيحٌ من رُغَاوَة مُخْشِمِ

قَوْله: ذَمَى، أَي بَقي فِي أُنُوفها. ومُخْشِم: مُنْتِن.

وذم: أَبو عُبَيْد، عَن الأصْمعيّ: يُقال للسُّيُور الَّتِي بَين آذان الدِّلاَء والعَرَاقِيّ: وَذَم.

قَالَ: وَقَالَ الكِسَائيّ: وَذَمْتُ الدَّلْوَ، إِذا شَدَدْتَ وَذَمَها.

ابْن بُزُرْجَ: دَلْوٌ مَوْذُومَةٌ: ذاتُ وَذَم.

وسَمِعْتُ العَرب تَقول للدَّلْو إِذا انْقَطعَ سُيور آذانها: قد وَذِمَت الدَّلْو تَوْذَم؛ فَإِذا شَدُّوها إِلَيْهَا قَالُوا: أَوْذَمْتُها.

وَفِي حَديث عليّ عَلَيْهِ السَّلام: لَئِن وَلِيت بني أُمَيَّة لأنْفَضَنَّهم نَفْضَ القَصّاب الوِذَامَ التَّربَة.

قَالَ: والوِذَام، واحدتها وَذَمَة، وَهِي الحُزَّة مِن الكَرِشِ أَو الكَبِد.

قَالَ: وَمن هَذَا قِيل لسُيور الدِّلاء: وَذَم؛ لأَنها مُقَدَّدة طِوَال.

قَالَ: والتَّرِبَة: الَّتِي سَقَطت فِي التُّراب فَتَتَرَّبت، فالقَصّاب يَنْفُضها.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015