تهذيب اللغه (صفحة 2822)

وَقَالُوا: أَخَوَايَ جاءاني كلاهُمَا جعلُوا رفعَ الْإِثْنَيْنِ بِالْألف.

وَقَالَ الْأَعْشَى فِي مَوضِع الرَّفعِ:

كِلاَ أَبَوَيكُمْ كانَ فَرْعاً دِعَامةً

يريدُ كل واحدٍ مِنْهُمَا كَانَ فرعا، وَكَذَلِكَ قَالَ لبيد:

فَعَدَتْ كِلاَ الفَرْجَينِ تَحْسَبُ أَنَّه

مَوْلَى المخافةِ خَلْفُها وأَمامُها

عَدَتْ يَعْنِي بقرة وحشيةً، وكلاَ الفَرْجين أَرَادَ كِلاَ فرجَيْها، فأقامَ الألفَ وَاللَّام مُقام الكِنايَة.

ثمَّ قَالَ: تحسب يَعْنِي الْبَقَرَة، أَنه وَلم يقل: أَنَّهُما مَوْلى المخافة أَي وليُّ مخافتِها، ثمَّ ترجمَ عَن قَوْله كِلاَ الفَرْجينِ فَقَالَ: خلفُها وأمامُها.

وَكَذَلِكَ تقولُ: كِلاَ الرَّجُلين قائمٌ، وكلتا المرأتينِ قائمةٌ.

وَأنْشد:

كِلاَ الرَّجُلَيْنِ أَفّاكٌ أثِيمُ

وَقد مر تفسيرُ (كلّ) فِي بَاب المضاعف، فكرهتُ إِعَادَته.

كلأ: قَالَ الله جلَّ وعزَّ: {قُلْ مَن يَكْلَؤُكُم بِالَّيْلِ وَالنَّهَارِ مِنَ الرَّحْمَانِ} (الْأَنْبِيَاء: 42) .

قَالَ الْفراء: هِيَ مَهْمُوزَة، وَلَو تَركْتَ هَمْز مثله فِي غير الْقُرْآن لقلتَ يَكْلُوكم بواوٍ سَاكِنة، ويكلاَكُم بِأَلف سَاكِنة، مثل يَخْشَاكُمْ، فَمن جعلهَا واواً سَاكِنة، وَقَالَ: كلاَتُ بِأَلف يتْرك النَّبرَة مِنْهَا، وَمن قَالَ: يَكَلاكُم قَالَ: كلَيْتُ مثل قَضَيْت، وَهِي من لُغَة قُرَيْش، وكلٌّ حسنٌ، إِلَّا أنَّهم يقولونَ فِي الْوَجْهَيْنِ: مكْلُوَّة ومكْلُوٌّ أكْثرَ مِمَّا يقولُونَ: مكْليٌّ.

وَلَو قيل: مكْليٌّ فِي الَّذين يقولُون: كلَيْتُ كَانَ صَوَابا.

قَالَ: وسمعتُ بعض الْعَرَب ينشد:

مَا خَاصم الأقوامَ من ذِي خصومَةٍ

كَوَرْهَاءَ مَشْنِيَ إِلَيْهَا حَليلُها

فَبَنَى على شَنَيْت بتركِ النَّبْرةِ.

وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال: كَلأكَ اللَّهُ كَلاءَةً أَي حفظِكَ وحَرَسكَ، وَالْمَفْعُول بِهِ: مكلوءٌ، وَأنْشد:

إنَّ سُلَيمَى، وَالله يكْلَؤُها

ضَنَّتْ بزادٍ مَا كَانَ يَرَزَؤُها

ورُوي عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (أنَّه نهَى عَن الكالِىء بالكالىء) .

قَالَ أَبُو عبيدةَ: هُوَ النّسيئةُ بالنّسيئةِ.

وَيُقَال: تكلأَّتُ كلاءةً إِذا استَنْسأتَ نَسِيئَة، والنَّسِيئةُ: التّأخيرُ.

قَالَ أَبُو عبيدٍ: وتفسيرُه أَن يسلم الرَّجُلُ إِلَى الرجل مِئةَ درهمٍ إِلَى سنةٍ فِي كُرِّ طعامٍ، فَإِذا انقضتِ السنةُ وحلَّ الطعامُ عَلَيْهِ، قَالَ الَّذِي عَلَيْهِ الطعامُ للدّافع: ليسَ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015