تهذيب اللغه (صفحة 17)

وَأَخْبرنِي أَبُو بكر الإياديّ أَنه عرض (النَّوَادِر) الَّذِي للِّحياني على أبي الْهَيْثَم الرَّازِيّ، وَأَنه صَححهُ عَلَيْهِ.

قلت: قد قرأتُ نُسْخَتي على أبي بكر وَهُوَ ينظر فِي كِتَابه. فَمَا وَقع فِي كتابي للِّحياني فَهُوَ من كتاب (النَّوَادِر) هَذَا.

وَمن هَذِه الطَّبَقَة: نُصَير بن أبي نُصَير الرَّازِيّ: وَكَانَ علاّمةً نحوياً، جالسَ الْكسَائي وَأخذ عَنهُ النَّحْو وَقَرَأَ عَلَيْهِ الْقُرْآن. وَله مؤلفات حِسانٌ سَمعهَا مِنْهُ أَبُو الْهَيْثَم الرَّازِيّ، وَرَوَاهَا عَنهُ بهَرَاة. فَمَا وَقع فِي كتابي هَذَا لَهُ فَهُوَ مِمَّا استفاده أَصْحَابنَا من أبي الْهَيْثَم وأفادوناه عَنهُ. وَكَانَ نُصيرٌ صدوقَ اللهجة كثير الْأَدَب حَافِظًا، وَقد رأى الْأَصْمَعِي وَأَبا زيد وَسمع مِنْهُمَا.

وَمن هَذِه الطَّبَقَة: عَمْرو بن أبي عَمْرو الشَّيْبَانِيّ: روى كتابَ (النَّوَادِر) لِأَبِيهِ، وَقد سَمعه مِنْهُ أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن يحيى، وَأَبُو إِسْحَاق إِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ، ووثَّقه كلُّ واحدٍ مِنْهُمَا. فَمَا وَقع فِي كتابي لعَمْرو عَن أَبِيه فَهُوَ من هَذِه الْجِهَة.

وَمِنْهُم: أَبُو نصر صَاحب الأصمعيّ، والأثرم صَاحب أبي عُبَيْدَة، وَابْن نجدة صَاحب أبي زيد الْأنْصَارِيّ روى عَن هَؤُلَاءِ كلِّهم أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن يحيى، وَأَبُو إِسْحَاق الْحَرْبِيّ. فَمَا كَانَ فِي كتابي مَعزِيّا إِلَى هَؤُلَاءِ فَهُوَ مِمَّا أُثبت لنا عَن هذَيْن الرجلَيْن.

وَمِنْهُم: أَبُو حَاتِم السِّجِستاني:، وَكَانَ أحد المتقنين. جَالس الْأَصْمَعِي وَأَبا زيد وَأَبا عُبَيْدَة. وَله مؤلفات حسانٌ وكتابٌ فِي (قراءات الْقُرْآن) جامعٌ، قَرَأَهُ علينا بهَراةَ أَبُو بكر بن عُثْمَان. وَقد جالسَه شِمر وَعبد الله بن مُسلم بن قُتَيبة ووثَّقاه. فَمَا وَقع فِي كتابي لأبي حاتمٍ فَهُوَ من هَذِه الْجِهَات. وَلأبي حَاتِم كتاب كَبِير فِي (إصْلَاح المزال والمفسَد) ، وَقد قرأته فرأيته مُشْتَمِلًا على الْفَوَائِد الجمَّة، وَمَا رَأَيْت كتابا فِي هَذَا الْبَاب أنبل مِنْهُ وَلَا أكمل.

وَمِنْهُم: أَبُو يُوسُف يَعْقُوب بن إِسْحَاق السكِّيت: وَكَانَ دينا فَاضلا صَحِيح الْأَدَب، لَقِي أَبَا عَمْرو الشَّيْبَانِيّ، وَأَبا زَكَرِيَّا يحيى بن زِيَاد الْفراء، وَأَبا عبد الله مُحَمَّد بن زِيَاد الْمَعْرُوف بِابْن الْأَعرَابِي، وَأَبا الْحسن اللِّحياني. وَلَقي الأصمعيَّ فِيمَا أَحسب؛ فَإِنَّهُ كثير الذِّكر لَهُ فِي كتبه. وَيروِي مَعَ ذَلِك عَن فصحاء الْأَعْرَاب الَّذين لَقِيَهُمْ بِبَغْدَاد.

وَله مؤلَّفات حسان، مِنْهَا كتاب (إصْلَاح الْمنطق) ، وَكتاب (الْمَقْصُور والممدود) ، وَكتاب (التَّأْنِيث والتذكير) ، وَكتاب (الْقلب والإبدال) ، وَكتاب فِي (مَعَاني الشّعْر) . روى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015