تهذيب اللغه (صفحة 1028)

تركنَا بالعُوَيْنةِ من حُسيْنٍ

نِساءَ الحيِّ يَلْقُطنَ الجُمَانَا

قَالَ: والحُسيْن هَاهُنَا جبَل.

وَفِي (النَّوَادِر) : حُسيْنَاؤُه أَن يفعل كَذَا، وحُسيْناه مثله، وَكَذَلِكَ غُنَيْماؤه وحُمَيْداؤه، أَي جهدهُ وغايتُه.

وَقَوله جلّ وعزّ: {قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَآ إِلاَ إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ} (التّوبَة: 52) يَعْنِي الظَّفَر أَو الشَّهَادَة. وأنَّثهما لِأَنَّهُ أَرَادَ الخَصلَتَيْن. وَقَوله تَعَالَى: {وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ} (التّوبَة: 100) أَي باستقامة وسلوك للطريق الَّذِي درج السَّابِقُونَ عَلَيْهِ.

{وَءاتَيْنَاهُ فِى الْدُّنْيَا حَسَنَةً} (النّحل: 122) يَعْنِي إِبْرَاهِيم آتيناه لِسَان صِدْق.

وَقَوله عزّ وجلّ: {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ} (هُود: 114) الصَّلَوَات الْخمس تكفّر مَا بَينهَا.

وَقَوله: {إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ} (يُوسُف: 36) الَّذين يُحسنون التَّأْوِيل.

وَيُقَال: إِنَّه كَانَ ينصر الضعيفَ ويُعينُ الْمَظْلُوم، وَيعود المرضى، فَذَلِك إحسانَه.

وَقَوله: {وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ} (الرّعد: 22) أَي يدْفَعُونَ بالْكلَام الحَسنِ مَا ورد عَلَيْهِم من سَيِّء غَيرهم.

وَقَوله تَعَالَى: {وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِى هِىَ أَحْسَنُ} (الأنعَام: 152) قَالَ: هُوَ أَن يَأْخُذ من مَاله مَا سَتَر عَوْرتَه وسدَّ جَوْعَتَه.

وَقَوله عزّ وجلّ: {الرَّحِيمُ الَّذِى أَحْسَنَ كُلَّ شَىْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ} (السَّجدَة: 7) أحسن يَعْنِي حَسَّن. يَقُول: حَسَّن خَلْقَ كلِّ شَيْء، نصب خلْقَه على البَدَل. وَمن قَرَأَ خَلَقَه فَهُوَ فعل.

وَقَوله تَعَالَى: {وَللَّهِ الأَسْمَآءُ الْحُسْنَى} (الأعرَاف: 180) تأنيثُ الأحسنَ.

يُقَال: الِاسْم الأحسنُ والأسماءُ الحُسنَى. وَلَو قيل فِي غير الْقُرْآن الحُسَنُ لجَاز، ومثلُه قَوْله: {لِنُرِيَكَ مِنْءَايَاتِنَا الْكُبْرَى} (طاه: 23) لِأَن الْجَمَاعَة مؤنّثة.

وَفِي حَدِيث أبي رَجاء العُطَارِدِيّ وَقيل لَهُ مَا تذكُر؟ فَقَالَ: أذكرُ مَقْتَل بِسْطَام بن قيس على الحَسن. فَقَالَ الْأَصْمَعِي: هُوَ جبَلُ رمل.

وَقَوله تَعَالَى: {كَانُواْ يَعْمَلُونَ وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِى مَا لَيْسَ لَكَ} (العَنكبوت: 8) أَي يفعلُ بهما مَا يَحسُن حسْناً، ومثلُه {وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْنًا} (البَقَرَة: 83) أَي قَولاً ذَا حُسن، والخطابُ لليهودِ، أَي اصدُقوا فِي صفة مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم

وَقَوله تَعَالَى: {تُنصَرُونَ وَاتَّبِعُو صلى الله عَلَيْهِ وَسلم

1764 - اْ أَحْسَنَ مَآ أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً} (الزُّمَر: 55) أَي اتَّبِعوا الْقُرْآن، وَدَلِيله قَوْله: {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ} (الزُّمَر: 23) .

وَفِي حَدِيث أبي هُرَيْرَة: كُنَّا عِنْد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي لَيْلَة ظلماء حِنْدِسٍ وَعِنْده الحَسنُ والحُسيْن ث، فَسمع تَوَلْوُل فَاطِمَة ب وَهِي تناديهما: يَا حَسَنَانُ. يَا حُسَيْنَانُ فَقَالَ: الْحَقَا بأمّكما.

قَالَ أَبُو مَنْصُور: غَلَّبت اسْم أَحدهمَا على الآخر كَمَا قَالُوا: العُمَرانُ. وَيحْتَمل أَن يكون كَقَوْلِهِم: الجَلَمَانُ للجَلَم، والقَلَمانُ للمِقْلام وَهُوَ المِقراض. هَكَذَا روى سَلَمة عَن الفرّاء بِضَم النُّون فيهمَا جَمِيعًا: كَأَنَّهُ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015