مِائَتي ألف دِرْهَم وَوَاللَّه لإن أخرت إِلَى غَد لأنهكتك عُقُوبَة فَحمل إِلَيْهِم ذَلِك من وقته
قَالَ وَكنت عِنْده يَوْمًا فَدخل عَلَيْهِ بعض من يحضر مَجْلِسه فَقَالَ إِنِّي كنت بالْأَمْس عِنْد عبد الله بن أَيُّوب قَالَ فَمَا كَانَت حالتكم فَقَالَ أطعمنَا ثَلَاثَة ألوان لَيْسَ فِيهَا لحم فَقَالَ وَيلك ذَلِك حسن الْمُرُوءَة وَكثير الطَّعَام قَالَ أنفذ إِلَى القصاب رقْعَة يُعْطه وظيفته من اللَّحْم والألم يَأْكُل هُوَ وَلَا أَوْلَاده لَحْمًا فَأَطْرَقَ مفكرا وَقَالَ بلغت بِهِ الْحَال إِلَى هَذَا قلت نعم فَدَعَا بإيتاخ فَقَالَ احْمِلْ إِلَى عبد الله بن أَيُّوب مِائَتي ألف دِرْهَم وَقل للرسول لَا يَأْخُذ مِنْهُ شَيْئا فَإِذا رَجَعَ من عِنْده فأعط رَسُولك ألفي دِرْهَم
قَالَ ورأيته وَقد حاصر عمورية وَأَنه لواقف وَالْحِجَارَة تَأتي من كل مَوضِع حَتَّى يَنَالهُ بَعْضهَا وَهُوَ لَا يَزُول فَقلت الله الله يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ نشدتك الله لما تنحيت فَقَالَ وَالله مَا من مَوضِع يأتيني فِيهِ الْمَوْت أحب إِلَيّ من هَذَا الْموضع ق 65 فَقلت إِن أَرْوَاح الْمُسلمين بروحك معلقَة فَإِن حدث حَادث فَإِنَّهُم مضيعة جازر فَمَا الْتفت إِلَى قولي وَثَبت مَكَانَهُ