بخراسان فَحَمله عبد الله بن طَاهِر فِي الْحَدِيد إِلَى حَضْرَة المعتصم فَاطلع عَلَيْهِ يَوْمًا من مشرفه فَرَآهُ وَعَلِيهِ جبنة صوف وَفِي رجلَيْهِ الْحَدِيد وَقد تغير لَونه فرق لَهُ ودمعت عَيناهُ ثمَّ قَالَ لي أَبَا عبد الله هَذَا ابْن عمي وَأدنى النَّاس رحما وَمَا يحْتَمل قلبِي أَن أرآه على هَذِه الْحَال ثمَّ دَعَا بعض الَّذِي كَانَ قَائِما على رَأسه فَقَالَ اذْهَبْ فَقل لَهُ مَا الَّذِي دعَاك إِلَى الْخُرُوج عَليّ وَلم ينلك مني سوء قطّ فَمضى الرَّسُول فأبلغه فَقَالَ رَأَيْت جورا شَدِيدا لم يسعني فِيمَا بيني وَبَين الله إِلَّا إِنْكَاره فَقَالَ المعتصم ارْجع إِلَيْهِ فَقل لَهُ هَل هَذَا جور أحدثته أَنا أم كَانَ شَيْئا فعله سلفي قبلي قَالَ بل كَانَ فعله سلفك قبلك وسلكت سبيلهم فَقَالَ ارْجع وَقل لَهُ أَيّمَا أفضل أَنْت أم من تقدم من سلفك فَقَالَ مُحَمَّد بل من تقدم من سلفي فَقَالَ لَهُ يَا هَذَا كَيفَ وسع سلفك مَعَ فَضلهمْ وسابقتهم أَن لَا يخرجُوا على سلفي وَلم يسعك أَنْت إِلَّا الْخُرُوج عَليّ فأبلغه ذَلِك فَسكت وَلم يجبهُ فَرجع الرَّسُول فَعرفهُ ذَلِك قَالَ لي يَا أَبَا عبد الله مَا أصنع بِهَذَا أَخَاف وَالله إِن أطلقته معاودة مثل الَّذِي كَانَ مِنْهُ فيسفك دِمَاء الْمُسلمين بَيْننَا وَبَينه قَالَ قلت الْحَبْس الَّذِي يُؤمن مكروهه قَالَ فَأمر بفك قيوده