الناسك فَادع أَهلهَا إِلَى الْقَاسِم بن إِبْرَاهِيم بن طَبَاطَبَا الْعلوِي وَاذْكُر مناقبه وَعلمه ثمَّ إئت عبد الله بن طَاهِر فَادعه ورغبه وابحث لي عَن دَفِين نِيَّته بحثا شافيا وجئني بِمَا تسمع مِنْهُ فَأتى الرجل مصر فَدَعَا جمَاعَة من الرؤساء وَقعد لعبد الله بن طَاهِر فَلَمَّا انْصَرف من مركبه قَامَ إِلَيْهِ فَأخْرج رقْعَة من كمه فَدَفعهَا إِلَيْهِ وَأدْخلهُ عَلَيْهِ فَقَالَ هَات مَا عنْدك قَالَ بِأَمَان مِنْك قَالَ نعم فأظهر لَهُ مَا أَرَادَ وَدعَاهُ إِلَى الْقَاسِم بن إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام واخبره بفضائله وَعلمه وزهادته فَقَالَ عبد اله بن طَاهِر أتنصفني قَالَ نعم قَالَ هَل يجب شكر الله على الْعباد قَالَ نعم قَالَ فَهَل يجب شكر بَعضهم لبَعض على الْإِحْسَان قَالَ نعم قَالَ فتجيء إِلَيّ وَأَنا فِي هَذِه الْحَال الَّتِي ترَاهَا ينفذ خَاتمِي من أقْصَى الشرق إِلَى أقْصَى الغرب مَا ألتفت يَمِيني وَلَا شمَالي وَلَا قدامي وَلَا خَلْفي إِلَّا رَأَيْت منَّة مِنْهُ ونعمة عَليّ ختم بهَا رقبتي فتدعوني إِلَى الْكفْر بِهَذِهِ النِّعْمَة وَتقول لي اغدر بِمن ولاك هَذَا كُله وأسعى فِي إِزَالَة ملكه فَسكت الرجل فَقَالَ لَهُ عبد الله بن طَاهِر قد بَلغنِي خبرك وَبِاللَّهِ مَا أَخَاف عَلَيْك إِلَّا نَفسك فارحل عَن هَذَا الْبَلَد فَإِن الْخَلِيفَة إِن بلغه أَمرك كنت الْجَانِي على نَفسك فَرَحل من وقته حَتَّى وافى الْمَأْمُون فَأخْبرهُ بِمَا سمع من عبد الله بن طَاهِر فَاسْتَبْشَرَ بِهِ وَقَالَ ذَلِك غرس يَدي ونشو أدبي فَلم يظْهر لأحد من ذَلِك شَيْء إِلَّا بعد موت الْمَأْمُون

طور بواسطة نورين ميديا © 2015