عليهما مستوفي في علوم الحديث وأما الترجمة النبوية فلم يعد المؤلف ما في كتاب بن عبد البر, وقد صنف الأئمة قديما وحديثا في السيرة النبوية عدة مؤلفات مبسوطات ومختصرات, فهي أشهر من أن تذكر وأوضح من أن تشهر, ولها محل غير هذا نستوفي الكلام عليها فيه إن شاء الله تعالى, وقد ألحقت في هذا المختصر ما التقطتة من "تذهيب التهذيب" للحافظ الذهبي, فإنه زاد قليلا فرأيت أن أضم زياداته لكمل الفائدة, ثم وجدت صاحب "التهذيب" حذف عدة تراجم من أصل الكمال ممن ترجم لهم بناء على أن بعض السنة أخرج لهم, فمن لم يقف المزي على روايته في شيء من هذه الكتب حذفه, فرأيت أن أثبتهم وأنبه على ما في تراجمهم من عوز1, وذكرهم على الاحتمال أفيد من حذفهم, وقد نبهت على من وقفت على روايته منهم في شيء من الكتب المذكورة وزدت تراجم كثيرة أيضا التقطتها من الكتب الستة مما ترجم المزي لنظيرهم تكملة للفائدة أيضا, وقد انتفعت في هذا الكتاب المختصر بالكتاب الذي جمعه الإمام العلامة علاء الدين مغلطاي على "تهذيب الكمال" مع عدم تقليدي له في شيء مما ينقله, وإنما استعنت به في العاجل, وكشفت الأصول التي عزا النقل إليها في الآجل, فما وافق أثبته وما باين أهملته, فلو لم يكن في هذا المختصر الا الجمع بين هذين الكتابين الكبيرين في حجم لطيف لكان معنى