يتعلم منى. وكان سفيان يسميه حية الوادى، وكان إذا سُئل عن شىء يقول: لو كان حبة الوادى.

قال حفص بن محبوب: كنت عند ابن عيينة ومعنا على بن المدينى وابن الشاذكونى، فلما قام ابن المدينى قال سفيان: إذا قامت الخيل لم نجلس مع الرجالة. وقال محمد بن يحيى: رأيت لعلى بن المدينى كتابًا على ظهره مكتوب: المائة والنيف والستون من علل الحديث.

قال عباس العنبرى: كانوا يكتبون قيام ابن المدينى وقعوده ولباسه، وكل شىء يقول ويفعل أو نحو هذا، وكان ابن المدينى إذا قدم بغداد تصدر بالحلقة، وجاء أحمد ويحيى وخلف والمعيطى والناس يناظرون، فإذا اختلفوا فى شىء تكلم فيه على. وقال الأعين: رأيت ابن المدينى مستلقيًا، وأحمد بن حنبل عن يمينه، ويحيى بن معين عن يساره وهو يملى عليهما.

وقال البخارى: ما استصغرت نفسى عند أحد قط إلا عند على بن المدينى. وقال يحيى القطان: نحن نستفيد من ابن المدينى أكثر مما يستفيد منا. وقال عبد الرحمن بن مهدى: على بن المدينى أعلم الناس بحديث رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وخاصة بحديث ابن عيينة.

وقال أبو حاتم: كان ابن المدينى علمًا فى الناس فى معرفة الحديث والعلل، وكان أحمد بن حنبل لا يسميه، بل يكنيه أبا الحسن؛ تبجيلاً، وما سمعت أحمد سماه قط. قال البخارى: توفى ابن المدينى ليومين بقيا من ذى القعدة سنة أربع وثلاثين ومائتين بالعسكر.

432 - على بن مسهر (?) :

مذكور فى المهذب فى آخر حد الزنا. هو أبو الحسن على بن مسهر، بضم الميم، وإسكان السين، وكسر الهاء، الكوفى، الفقيه، قاضى الموصل. وهو من تابعى التابعين. سمع إسماعيل بن أبى خالد، وأبا إسحاق الشيبانى، ومحمد بن قيس، وداود بن أبى هند، والأعمش، وهشام بن عروة، وعبيد الله العمرى، وأبا مالك الأشجعى، وآخرين.

روى عنه زكريا بن عدى، وإسماعيل بن الخليل، وخالد بن مخلد، ومنجاب، وأبو بكر بن أبى شيبة، وخلائق من أهل طبقتهم. واتفقوا على توثيقه. روى له البخارى ومسلم.

قال أحمد بن حنبل: هو صالح الحديث، أثبت من

طور بواسطة نورين ميديا © 2015