التى يُقتل فيها، وأنه لما خرج لصلاة الصبح حين خرج، صاحت الأوز فى وجهه فطردن عنه، فقال: دعوهن فإنهن نوايح.
قال محمد بن سعد: قالوا، يعنى أهل السير: انتدب ثلاثة من الخوارج: عبد الرحمن ابن ملجم المرادى - وهو من حمير، وعداده فى بنى مراد، وهو حليف بنى جبلة بن كندة - والبرك بن عبد الله التميمى، وعمرو بن بكير التميمى، فاجتمعوا بمكة، وتعاقدوا ليقتلن على بن أبى طالب، ومعاوية، وعمرو بن العاص، فقال ابن ملجم: أنا لعلى، وقال البرك: أنا لمعاوية، وقال الآخر: أنا لعمرو، وتعاهدوا أن لا يرجع أحد عن صاحبه حتى يقتله أو يموت دونه، وتواعدوا ليلة سبع عشرة من شهر رمضان.
فتوجه كل واحد إلى المصر الذى فيه صاحبه الذى يريد قتله، فضرب ابن ملجم عليًا، رضى الله عنه، بسيف مسموم فى جبهته فأوصله دماغه فى الليلة المذكورة، وهى ليلة الجمعة، ثم توفى على، رضى الله عنه، فى الكوفة ليلة الأحد التاسع عشر من شهر رمضان سنة أربعين، وغسله الحسن والحسين وعبد الله بن جعفر، رضى الله عنهم، وكفن فى ثلاثة أثواب ليس فيها قميص ولا عمامة.
وروينا أنه لما ضربه ابن ملجم قال: فزت ورب الكعبة. قالوا: ولما فرغ على، رضى الله عنه، من وصيته، قال: السلام وعليكم ورحمة الله وبركاته، ثم لم يتكلم إلا بلا إله إلا الله حتى توفى، ودفن فى السحر، وصلى عليه ابنه الحسن، وقيل: كان عنده فضل من حنوط رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أوصى أن يحنط به، وتوفى وهو ابن ثلاث وستين سنة على الأصح وقول الأكثرين، وقيل: أربع وستين، وقيل: خمس وستين، وقيل: ثمان وخمسين، وقيل: سبع وخمسين.
وكان أدم اللون، أصلع، ربعة، أبيض الرأس واللحية، وربما خضب لحيته، وكانت كثة طويلة، حسن الوجه، ضحوك السن. ورثاه الناس فأكثروا فيه المراثى، ودُفن بالكوفة.
قال ابن قتيبة: ولعلى، رضى الله عنه، من الولد: الحسن، والحسين، ومحسن، وأم كلثوم الكبرى، وزينب الكبرى، كلهم من فاطمة، ومحمد ابن الحنفية، وعبيد الله، وأبو بكر، وعمر، ورقية، ويحيى، أمهم أسماء بنت عميس، وجعفر، والعباس، وعبد الله، ورملة، وأم الحسن، وأم كلثوم الصغرى، وزينب الصغرى، وجمانة، وميمونة، وخديجة، وفاطمة، وأم الكرام، ونفيسة، وأم سلمة، وأمامة، وأم أبيها. ومن ولده، عليه السلام: عمر، ومحمد الأصغر، قاله ابن حزم فى الجمهرة.