في القرآن سبعة أسماء محمد وأحمد وطه ويس والمزمل والمدثر وعبد الله" والخامس: انه يا إنسان، قاله الحسن وعكرمة والضحاك وسعيد بن جبير، ثم اختلفوا، فقال سعيد بن جبير وعكرمة: هو بلغة الحبشة. وقال آخرون: بلغة كلب. وقال الشعبي: بلغة طيء أنها بالسريانية، والله تعالى أعلم. هذا ما ذكره الماوردي، ولم أر في هذه النسخة التي حصلت لي القول الثالث، وأظنه يا رجل كما حكاه غيره. ومن قال إنها بالسريانية فمعناه ذلك أصلها، ثم عربته العرب، وتكلمت به. وقوله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "سماني عبد الله" يعني في قول الله تعالى: {وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ} (الجن: من الآية19) وذلك مذكور في الأسماء من هذا الكتاب من أسمائه - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.
قال الإمام أبو الحسن الواحدي: من قال معناه يا إنسان، فوجهه من العربية أنه اكتفى بالسين من إنسان كما يكتفي بالحرف من الكلمة. وقال الإمام أبو البقاء العكبري النحوي في كتابه إعراب القرآن: الجمهور على إسكان النون من "يس" ومنهم من يظهر النون لأنه حقق بذلك إسكانها، ومنهم من يكسر النون على أصل التقاء الساكنين، ومنهم من يفتحها كما في ابن. وقيل الفتحة إعراب، قال: و"يس" إسم للصورة كهابيل، والتقدير: اتل يس، والقرآن قسم على كل وجه، هذا آخر كلام أبي البقاء.
وقد اختلفت القراء السبعة في إمالة فتحة الياء من يس، فأمالها أبو بكر وحمزة والكسائى، وأما الباقون فأخلصوا فتحها، واختلفوا أيضًا في إظهار النون وإدغامها في الواو وكل ذلك فصيح.
يقن: قال الإمام أبو القاسم الرافعي في باب الاجتهاد في المياه: اعلم أن الفقهاء كثيرًا ما يعبرون بلفظ المعرفة واليقين عن الاعتقاد القوي علما كان أو ظنا مؤكدا، ويجري ذلك في لسان أهل العرف.
يمن: ذكر القاضي عياض في شرح مسلم في أحاديث الحوض في أول كتاب المناقب قولين: أحدهما: "أن جميع المؤمنين من الأمم يأخذون كتبهم بأيمانهم ثم يعذب الله تعالى من يشاء من عصاتهم". والثاني: "إنما يأخذه بيمينه الناجون من النار خاصة"، والله تعالى أعلم.