عَمْرو: لَا أقبل هَذَا مِنْك، إِلَّا بِأَن لَا ترْضى مِنْهَا إِلَّا بِأَن تعطيك [شَيْئا] من دهن الْملك الَّذِي لَا يدهن بِهِ غَيره. فكلمها عمَارَة فِي الدّهن، فَقَالَت: أَخَاف من الْملك. فَأبى أَن يرضى مِنْهَا حَتَّى تعطيه ذَلِك الدّهن فَأَعْطَتْهُ مِنْهُ فَأعْطَاهُ عمرا، فجَاء بِهِ إِلَى النَّجَاشِيّ، فَنفخ سحرًا فِي إحليله، فَذهب مَعَ الْوَحْش فِيمَا يَقُوله قُرَيْش، فَلم يزل مستوحشا يرد مَاء فِي جَزِيرَة بِأَرْض الْحَبَش، حَتَّى خرج إِلَيْهِ عبد اللَّهِ بن أبي ربيعَة فِي جمَاعَة من أَصْحَابه، فرصده على المَاء فَأَخذه فَجعل يَصِيح بِهِ: أَرْسلنِي فَإِنِّي أَمُوت إِن أمسكتني، فأمسكه فَمَاتَ فِي يَده.