سعد وسُفْيَان بن عُيَيْنَة والفضيل بن عِيَاض وَغَيرهم وَتُوفِّي بالجيزة، وَحمل فِي مركب إِلَى الْفسْطَاط خوفًا من زحمة النَّاس على الجسر، وَدفن فِي مَقَابِر أهل المعافر فِي ذِي الْقعدَة من سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ.
(أَبُو الْخَيْر التيناتي)
سكن التينات وَهِي قَرْيَة من قرى أنطاكية، وَيُقَال لَهُ: (الأقطع لِأَنَّهُ كَانَ مَقْطُوع الْيَد، وَكَانَ سَبَب ذَلِك أَنه كَانَ فِي جبال أنطاكية يطْلب الْمُبَاح وينام فِي الْجبَال، وَأَنه عَاهَدَ اللَّهِ أَن لَا يَأْكُل من ثَمَر الْجبَال شَيْئا، إِلَّا مَا طرحته الرّيح، فَبَقيَ أَيَّامًا لم تطرح الرّيح إِلَيْهِ شَيْئا، فَرَأى يَوْمًا شَجَرَة كمثرى، فاشتهى مِنْهَا، فَلم يفعل، فأمالتها الرّيح إِلَيْهِ، فَأخذ وَاحِدَة وَاتفقَ أَن لصوصا قطعُوا هُنَالك الطَّرِيق، وجلسوا يقتسمون، فَوَقع عَلَيْهِم السُّلْطَان فَأَخذهُم وَأخذ مَعَهم فَقطعت أَيْديهم وأرجلهم، وَقطعت يَده فَلَمَّا هموا بِقطع رجله عرفه رجل فَقَالَ للأمير: أهلكت نَفسك، هَذَا أَبُو الْخَيْر، فَبكى الْأَمِير، وَسَأَلَهُ أَن يَجعله فِي حل فَفعل، وَقَالَ: أَنا أعرف ذَنبي.
[117] أخبرنَا ابْن نَاصِر قَالَ أَنبأَنَا أَبُو بكر بن خلف قَالَ أنبأ أَبُو عبد الرَّحْمَن السّلمِيّ قَالَ: سَمِعت مَنْصُور بن عبد اللَّهِ يَقُول: قَالَ أَبُو الْخَيْر: