(سرائر لَا يخفى عَلَيْك خفيها ... وَإِن لم أبح حَتَّى التنادي بأسراري)
(فَهَب لي نسيما مِنْك أحيى بِقُرْبِهِ ... وجد لي بيسر مِنْك يطرد إعساري)
(أنرت الْهدى للمهتدين وَلم يكن ... من الْعلم فِي أَيْديهم عشر معشار)
(وعلمتهم علما فبانوا بنوره ... وَبَانَتْ لَهُم مِنْهُ معالم أسرار)
(مُعَاينَة للغيب حَتَّى كَأَنَّهَا لما ... غَابَ عَنْهَا مِنْهُ حَاضِرَة الدَّار)
(وأخبارهم محجوبة وَقُلُوبهمْ تراك ... بأوهام حديدات أبصار)
(جمعت لَهَا الْهم المفرق والتقى ... وعَلى قدر والهم يجْرِي بِمِقْدَار)
(أَلَسْت دَلِيل الركب إِن هم تحيروا ... وعصمة من أَمْسَى على جرف هار)
قَالَ الْفَتْح بن شحرف: فَلَمَّا ثقل قلت لَهُ: كَيفَ تجدك؟ فَقَالَ:
(وَمَا لي سوى الإطراق والصمت حِيلَة ... ووضعي على خدي يَدي عِنْد تذكاري)
(وَإِن طرقتني عِبْرَة بعد عِبْرَة تجرعتها ... حَتَّى إِذا عيل تصباري)
(أفضت دموعا جمة مستهلة أطفي ... بهَا حرا تضمن أسراري)
(فيا مُنْتَهى سؤل المحبين كلهم ... أبحني مَحل الْأنس مَعَ كل زوار)
(وَلست أُبَالِي فائتا بعد فَائت ... إِذا كنت فِي الدَّاريْنِ يَا واحدي جَار)
قَالَ المُصَنّف: أسْند ذُو النُّون أَحَادِيث كَثِيرَة عَن مَالك وَاللَّيْث بن