ويعد من عيوب صغر حجم الأسر على التنشئة الاجتماعية للأبناء، ذلك التركز والعمق في العلاقات العاطفية بين أفراد الأسرة الواحدة مما يترتب عليه الحماية الزائدة للأطفال بالإضافة إلى ضيق مجال تحركه وتعامله وخبرته وربما ظهور الغيرة بين الأطفال.

- الترتيب الميلادي للطفل: سوف يظل الطفل الأول متربعا على عرش الحب والرعاية والاهتمام لدى الوالدين إلى أن يصل طفلهما الثاني وبعده الأطفال الآخرون، عندئذ تختلف طريقة التعامل اختلافا واضحا، لقد أصبح هناك أطفال آخرون يشاركون الأول هذا الاهتمام وربما يسرقون منه تلك الرعاية.

وعلى الرغم من أن الطفل تظهر عليه علامات الغيرة لإحساسه بفقد جزء من الاهتمام، لكن تبقى الحقيقة بأن تفاعل الوالدين مع الطفل الأول كانت أعلى من مستوى التفاعل مع الطفل الثاني أو الأطفال الآخرين، لدرجة أنه ربما يقتصر احتكاك الآباء بأطفالهم بعد الأول على الاستجابة لحاجاتهم وتلبية مهامهم الأساسية.

لقد جاءت الدراسات معلنة أن التعليقات والمحادثات تكون موجهة غالبا للطفل الأول على الرغم من قدوم إخوة آخرين له، مما يرفع معه الحصيلة اللغوية مقارنة بإخوته. كما يلاحظ ما يلي:

بخصوص الطفل الأول: تكون توقعات الوالدين للطفل الأول أكثر والآمال أعلى، ويكون دفع الوالدين للطفل الأول على أن ينجز بطريقة أعمق، بالإضافة إلى تحميله المسئولية وإقحامه في بعض الأمور أكثر من إخوته. ويقع الطفل الأول أكثر من إخوته في العقاب وربما العقاب الجسدي.

بخصوص أواسط المواليد: يكون الوالدان الآن بعد خبرتهم مع الطفل الأول أكثر مرونة وارتخاء في معاملاتهم، وربما عاد ذلك إلى تمرسهم مع الطفل الأول الذي يعتبر طفل التدريب وكبش الفداء، ويقول البعض إنه يأخذ حد السكين.

وهذا ما يجعل للطفل الأول خصائص أكثر وضوحا مثل القدرة على ضبط الذات والقلق مع انخفاض مستوى العدوانية، والجدية والتفوق الأكاديمي فيما بعد، وكذا التفوق المهني ربما للمعايير العالية التي يضعها الوالدن له. ويميل هؤلاء

طور بواسطة نورين ميديا © 2015