من الأبناء للاعتماد على أنفسهم والاستقلال الاقتصادي. بعكس توقعات الآباء في الطبقة المتوسطة لهذا الاستقلال الاقتصادي عند الانتهاء من التعليم الثانوي أو الجامعي لأبنائهم.

- حجم الأسرة تتأثر شبكة العلاقات والتفاعلات داخل الأسرة من ناحيتي اتساعها وتعقدها بحجم الأسرة ومن ثم التطبيع الاجتماعي للأطفال.

إن البحوث تشير إلى أن أكثر من 80% من الأسر تشتمل على أكثر من طفل أي بها ثلاثة أفراد فأكثر، وكلما زاد حجم الأسرة قلت الفرصة أمام الآباء للاحتكاك والتقارب بين كل فرد على حدة، وكذا قلت مساحة هذا الاحتكاك، ولكن تتسع الفرصة للتفاعل بين الإخوة.

وكلما زاد عدد الأبناء في الأسرة حددت الأدوار في العائلة وطبقت الأنظمة بشكل صارم، وتفرض القوانين فرضا على أفرادها، ولا يستطيع الآباء تدليل هذا العدد الكبير وإلا انقلب الأمر إلى شبه فوضى.

إن الأسرة ذات الطفل الواحد مثلا، تظهر فيها ثلاث علاقات ثنائية هي العلاقة بين الطفل والأم، وبين الطفل والأب، وبين الأب والأم. ويزداد هذا العدد من العلاقات حينما يكون حجم الأسرة خمسة "أب وأم، وثلاثة أبناء" وعندما نأخذ في الاعتبار العلاقات بين شخصين والعلاقات بين الشخص وأكثر من شخص يصل عدد هذه التفاعلات الممكنة إلى 65 علاقة. هذا الكم الضخم من العلاقات يؤثر من غير شك على طبيعة العلاقات وعمقها العاطفي، وعلى أنماط السلطة ونوعها، كما يؤثر على الأنشطة الممارسة والمشكلات التي يخبرها الطفل وإخوته سواء كان الطفل طرفا أومشاهدا لها.

ووسط هذا الحجم قل الوقت للشرح والتفسير ويزداد ميل الآباء إلى بعض القسوة للضبط والتحكم.

وإذا زاد العدد يكون دور الفتيات واضحا في المساعدة على تربية الأطفال الأصغر. والتفاعل الأقل مساحة من الأباء وسط هذا العدد يظهر الاعتماد على النفس بدرجة أكبر أو يكون الانخفاض نسبيا في مستوى التحصيل الدراسي للأبناء وتشير البحوث في نتائجها إلى انخفاض في مستوى الذكاء عموما، وتعد دراسات يسرية صادق من الدراسات الرائدة في هذا المجال على عينات عربية.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015