وتأتي دراسة "كاميليا عبد الفتاح" مستخلصة أن أبناء الأمهات المشتغلات أكثر نضجا انفعاليا من أبناء غير المشتغلات، كما أن الأمهات المشتغلات أكثر ميلا إلى إعطاء الأطفال فرص الاستقلالية والتعبير عن الذات، بالإضافة إلى الإقبال بلهفة على الأطفال لتعويض الوقت الذي ابتعدت فيه عنهم بينما نجد الأم غير المشتغلة شاعرة بالتعب والملل من أطفالها الذي تقضي معهم معظم ساعات اليوم مما يجعلها أقرب إلى استخدام الزجر والعنف معهم.

وتحدد بثينة قنديل عدد الساعات بخمس الذي بعده يقل تكيف الأبناء إذا زاد غياب الأم بعيدا عن طفلها يوميا، وتوجه الانتباه إلى نتيجة فحواها أن أبناء الأمهات المشتغلات أكثر طموحا من أبناء غير المشتغلات.

وقد جاءت دراسة Getta et al. معلنة أن الأمهات المشتغلات يشجعن أطفالهن على التعبير بحرية عن مشاعرهم. وعند مراجعة Hoffman لعدد من الدراسات عن تأثير عمل الأم انتهى إلى أن عمل الأم يؤثر على حالتها الانفعالية وبالتالي يؤثر على تفاعلها مع الأطفال ويتبعه حرمان انفعالي وعقلي للطفل ويبدو نفس التوجه لدى رضي الله عنهalsky عن الإشارة إلى أن عمل الأم يؤثر في كل من كيفية وكمية سلوكها الأمومي المفترق تجاه طفلها.

ويبدو أن عمل الأم لا بد أن يترك آثاره على شخصية الأبناء من خلال كيفية التعامل معهم وكميته والذي يتأثر بنوع وظيفة الأم والمهام الوظيفية الملقاة على عاتقها، وإن كانت تنشئة الأبناء دالة أيضا لمكانة الأب الوظيفية بل ونوع الوظيفة.

وتبدو العلاقات التبادلية بين كل من شخصية الوالدين ووظائفهم من جانب والعلاقات بين الزوجين "الوالدين" من جانب آخر، وينصب الأمر في النهاية على أساليب يعامل بها الأطفال من قبل الوالدين في ضوء قدرتها على تفعيل الدور الوالدي.

ولإيضاح معنى القدرة على تفعيل الدور الوالدي، دعنا نشبه الأسرة بمنضدة لها ثلاثة أرجل لا تستوي إلا باستقامة دعائمها الثلاث "الأب، الأم، الطفل". فالطفل بحاجة إلى أبيه وأمه، وكل من الأم والأب بحاجة إلى الآخر كي يقدما للطفل ما يدعم حاجاته وقبل كل شيء تحتاج الأم إلى إحساس بمشاركة الأب.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015