تبدأ الخطوات الأولى لتنشئة الأطفال داخل أسرهم، فالأسر هي الخلايا الأولى للمجتمع، وكل أسرة بيئة أساسية ترعى الطفل، وفيها تكون القوى المنبثقة التي توجه الطفل مع بداياته النامية في كافة المجالات النفسية للنمو.
والقوى التي توجه الوالدين أثناء تنشئة الطفل وتؤثر على نموه بعضها يأتي من الأب وبعضها يأتي من الأم وبعضها يبدو من داخل الطفل، بالإضافة إلى قوى تأتي من محيطات خارجة عن كل هؤلاء.
وقد اهتم رضي الله عنهelsky بإعداد نموذج يأخذ في اعتباره كل هذه القوى وغيرها على افتراض أن تاريخ نمو الوالدين ينعكس على شخصية كل منهما بل يشكلها ويؤثر على علاقتهما بعضهما ببعض كزوجين ومستوى تفاعلهما مع الآخرين الذي في أدنى رتبة العزلة الاجتماعية Social Isllotion ونوع معاملة الطفل وخصاله، كل ذلك وغيره يؤثر على ذلك الطفل النامي.
ويكون من المفيد استعراض هذا النموذج مع بعض الإضافات، حتى تظهر جملة العوامل المؤثرة على عملية التنشئة الوالدية للأطفال، والتي أطلق عليها محددات الوالدية عز وجلeterminats of Parenting.
وإذا كان رضي الله عنهelsky لم يغفل العلاقات بين الزوجين "والدي الطفل" عند عرض نموذجه، فإن وظيفة الوالد وعمله وشبكة علاقات كل من الأب والأم، والوضع الأسري لكل منهما، متمثلا في مستوى اقتدار كل من أسرة الأب وأسرة الأم الذي ينطوي على الوضع الاجتماعي والثقافي والاقتصادي لكل من الأسرتين لا يجب أن تخفي من نموذج لمحددات الوالدية.
والشكل التالي يوضح نموذجا مقترحا لمحددات الوالدية.
ومن المعروف أن شخصية الوالدين يتم تشكيل كل منهما في ضوء التاريخ النمائي النفسي لكل منهما. ولقد جاءت البحوث بنتائج تشير إلى أن ارتفاع مستوى الثقة بالنفس لدى الأمهات ارتبط بالدفء في المعاملة للأبناء وتقبلهم ارتباطا موجبا، وجاء الارتباط سالبا مع الاستهجان، كما أن الأمهات المكتئبات تبدي استعدادا أعلى لبيئة رافضة للأطفال أو غير متقبلة لهم.