والولادة مجلبة للدنس طبقا لاعتقادات الغجر، فالأم تضطر إلى اعتزال الآخرين أياما محددة، وعلى الأب أن يتحصن من القذارة والابتعاد عن الأم قليلا، ولا يمنعه ذلك من المشاركة في ممارسة الطقوس المتبعة عند استقبال مولود. وهناك اعتقاد حول سلطان الأم بصفتها واسطة مع القوى الغيبية لعلاقتها بالدنس.
ولكن هناك خشية من الاقتراب من الأم حتى لا تحدث اتصالات مشئومة مع قوى الشر العليا، لأنها غير طاهرة في هذه المناسبة، ويجب التوقي من الأرواح الشريرة، كما يعتقدون، والعرف يقتضي أن يعيش الزوجان عند أبي الزوج إلى أن تلد الزوجة طفلها الأول إذا أرادا الانفصال عن الأسرة الممتدة.
ولا مانع لدى الغجر من قبول القيم الغجرية للبلاد التي ينزلون بها بهدف ضمان التسامح معهم وتجنب النبذ، والنجاة من التعامل السيئ معهم.
2- رعاية الأطفال من الوالدين:
ومع المولد يكون عهد رضاعة الطفل قد بدأ، ويظل الطفل متعلقا بأمه سنوات عديدة. وإن كانت بدائل للغذاء أصبحت تدخل على وليد الغجر.
وما أن يصبح الطفل قادرا على الحركة حتى تترك له حرية التنقل، ويُساعد على أن يمشي مبكرا، وطعامه يصبح وقتها من بقايا طعام الأسرة، دون أن تتخذ له تدابير خاصة، ويأكل طوال اليوم ما تقع عليه يداه دون أن يقابل من والديه بأي نهي.
أما بخصوص النوم، فالأسرة كلها تنام في نفس المكان، وعامة ما يحاذي الأطفال ولي أمرهم ذي الجنس المخالف، وتهدهد الأم رضيعها عندما يسترخي للنوم أثناء السير أو تتحدث إليه وتداعبه بأسلوب شبه آلي دون أن تعيره اهتماما خاصا، بالإضافة إلى بعض المداعبات للعضو التناسلي أو تقبيل الطفل.
وعندما يكبر الطفل يحدد بنفسه مكان نومه ووقته، دون أن يعيره الكبار اهتماما خاصا.