إن Stern يرى أن النظر أكثر أنشطة الأم متابعة قبل الرضيع لارتباطه بنظر الولد الذي هو دون ذلك من حيث الاستقرار. وفي اللحظات التي تتأمل فيها العيون بعضها بعضا يحدث التثبيت أو المحافظات على الرابطة العاطفية بين الاثنين. وهي عملية ذات تأثير مزدوج متبادل، يتحتم مع تكرارها على الطرفين أن يتلازما ويرتبطا اجتماعيا ووجدانيا.

إن عجز الرضع العميان عن إصدار بعض علامات تظهر لدى الرضع المبصرين، يمثل عائقا يحول دون إقامة ترابط وجداني بين الأم والطفل.

والأدوات التي تستخدمها الأم مع وليدها للحفاظ على التأثير المتبادل هي: النظر والاتصال البدني والصوت وملاطفات الأم. وغالبا ما تجيب على ما يبديه الطفل من استعداد للتفاعل بواسطة الصوت. وهذه التفاعلات خلال العام الأول للميلاد ليست مهمة لإقامة الرابطة العاطفية وتثبيتها، وإنما هي مهمة في نمو الطفل اللغوي والإدراكي المعرفي والاجتماعي، وكل ذلك هام للغاية أثناء عملية التنشئة.

وإذا كانت التنشئة الاجتماعية تشير إلى العملية التي يكتسب الأفراد بواسطتها المعرفة والمهارات والإمكانات التي تجعلهم أعضاء فعالين في مجتمعهم، فمن الواضح أن خبرة التطبيع الاجتماعي للفرد في الطفولة لا تعده لكل الأدوار التي يتوقع منه أن يمارسها في حياته المستقبلة في المجتمع.

إن الأمر هنا يتطلب منا أن نوضح علاقة الشخصية بالمجتمع التي تبدو في اتجاهين أساسيين:

الاتجاه الأول: يهتم بكيفية تكيف الشخص للمجتمع، وكيف يتمكن من أن يبدع، وكيف يغير في النظام الاجتماعي الذي ولد فيه بالتدريج، وذلك مع غيره من الأشخاص الذين يحولون على نفس النحو:

الاتجاه الثاني: يهتم بكيفية بناء المجتمع للشخص بعدما يولد فيه، وكيف يحوله من كائن بيولوجي إلى إنسان له فعاليات اجتماعية مناسبة.

إن التنشئة الاجتماعية تنطوي تحت الاتجاه الثاني، أي إنها تدور حول كيفية تغيير المجتمع للإنسان المولود وليس كيفية تغير الإنسان لمجتمعه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015