الفكري على الرأي القائل بضرورة وجود ارتباط وثيق وحميم دائم بين الأم والطفل، وإن كل شكل من أشكال الانفصال أو الفقدان مضر بالطفل.
وهناك تصور أحدث للارتباط العاطفي على طرف نقيض من وجهة رضي الله عنهowiby إذ هو يوجه التحليل نحو تأثيرات هذا الارتباط بين الأم والطفل، ليس على الطفل فقط بل على ما له من انعكاسات على الأم. إن الطفل ومن يعتنى به مرتبطان بنظام تفاعلات ثري ومعقد، يشترك فيه الطرفان اجتماعيا منذ لحظة الولادة.
ففي السبعينات استطاع Stern, Klaus وغيرهم أن يفصلوا النصيب العائد إلى الرضيع في إقامة هذا الارتباط أو هذه العلاقة والمحافظة عليها وأن يتأملوا الطريقة التي يسلط بها على من يعامله أو من يعتني به بطرق متفاوتة.
ولذا ... فإننا نهتم أكثر بما يجعل الطفل عامل تكوين وتعديل أو على أقصى حد عامل تعكير لسلوك الشخص الذي يعنى به. وهناك ميل إلى أن نرى سلوك الرضيع باعثا لسلوك الأم وإلى اعتبار أشكال التفاعل منظمة مسبقا بينهما، وأن بالإمكان اكتسابها.
وينظر إلى بعض العناصر كما لو كان لها تأثير على تحريك عناية الكبير بالطفل أو استدرارها مثل جنس الطفل وقوامه وحيويته.
ومن أدق التحاليل وأشملها عن تفاعل الأم والرضيع ما أشار إليه رضي الله عنهarzelton عن أن التفاعل خلال الأشهر الأولى يكون في هيئة دورات اتصال أو فترات اتصال يثور أثناءها انتباه الطفل، ويبلغ ذروته، ثم يتناقص إلى أن يدخل في مرحلة أهدأ. وينطبق على تفاعل الأم نفس هذا الشكل الذي تتزامن معه إذا كانت الأجواء تجري على خير ما يرام. ويعتبر هذا النسق الذي لا دخل للأم والرضيع فيه أساس الرابطة العاطفية. ومحور التفاعل أساسه المحافظة على ضبط بيولوجي للطفل لا يكون فيه هذا الطفل محل حماية زائدة ولا إهمال تام.
وقد لوحظ من جانب الأم ضروب مختلفة من السلوك، مثل تعمدها المبالغة في تحفيز الطفل في مرحلة انخفاض التفاعل.
وعندما يكون انتباه الطفل في مرحلة الذروة، فيمكن للأم استشارة المرحلة أو المحافظة عليها بواسطة الصوت واللمس، وإن كان للنظر هنا مرتبة الصدارة.