وفي المجتمعات الروسية تقوم المنشئة بتربية الأطفال بلغة مشتركة للتعامل معهم، كأن تستخدم حركة يدها تعني الصمت التام، أو حركة أخرى تعني التصفيق، وثالثة تعني حرية الحركة ... ويتم هذا وغيره مع مراعاة أن المنشئة تخفض من قامتها حتى يصبح وجهها مع مستوى وجوه الأطفال، فتكون عيناها في أعينهم، وليست أعلى من مستواهم تنظر إليهم من علٍ، ولا يطيل الأطفال أعناقهم لينظروا إليها، وإنما هي معهم في مستوى قامتهم وحتى في بساطة محببة إلى نفوس الصغار ... وفي بعض الأحيان حتى لا تضطر المنشئة إلى الانحناء يصمم موقع الأطفال على مستوى عال عن أرضة وقوف المنشئة، ويطلق على ذلك التفاعل وجها لوجه.
ويتم تعويد الطفل ارتداء الملابس والذهاب إلى دورة المياه ... وكل هذه الأوامر تصدر عن نبرة مشبعة بالحب ولحنان من المنشئة. حتى يصل الأطفال إلى مرحلة يعتمدون فيها على أنفسهم كمجموعة، وعندها تنسحب المنشئة تدريجيا تاركة للمجموعة زمام القيادة بحيث يكون الطفل مسئولا أمام المجموعة عن تصرفاته.
ونسينا القول بأن اليوم الأول للذهاب إلى المدرسة، يقدم الأطفال للمدرسات أو المنشئات زهورا، ويكون الجميع في فرحة وكأنهم على موعد سعيد.
وأثناء تعليم الطفل قد تلجأ المنشئة في بداية الأمر إلى تعزيز سلوك الأطفال وتشكرهم وتثني على هذا السلوك. ولكن بعد أن يتأصل فيهم تصبح هذه الأعمال من الواجبات والأمور التي يجب على الأطفال أداؤها.
5- المنتظر للأطفال:
تهدف التنشئة في المجتمع الروسي إلى إدماج القيم التي تؤكد على الطاعة وضبط النفس.
وينتظر أن يتعود الطفل الالتزام والتفاعل الجماعي، والتعود على العمل الجماعي.