يتوقع هنا شيء من التوحد Identification يأخذ فيه الشخص اتجاهات وأنماط سلوك شخص آخر ... وينتهي إلى تقليدها أو ممارستها، وهنا يكون قد حدث نوع من الاستدخال Internalization أو النمذجة والاقتداء Modeling.

ومع مصطلح التوحد والاستدخال يكون التقبل اللاشعوري لقيم الوالدين والمربين، بحيث تصبح جزءا راسخا أو شبه راسخ في نظام القيم للطفل، وهنا تكون العواقب إيجابية، إذا كان من يحل محل الوالدين فيه من الصفات المؤهلة، أما إذا كان من يحل محل الوالدين ليس مؤهلا نفسيا وخلقيا في ضوء معايير المجتمع الذي يعمل فيه على أداء مهمة رعاية الأطفال، فالمنتظر أن ينتحل الطفل سلوكيات عليها الكثير من التحفظ وربما أودعته الاغتراب.

إن الأطفال في سبيل تنشئتهم على النحو المناسب في مجتمع ما يجب، بالإضافة إلى تحقيق حاجاتهم من غذاء وملبس ومأوى، أن نوفر لهم العاطفة وفرص اللعب والتشجيع على ممارسات لغوية ودينية واتصالات رمزية مع الآخرين في ضوء قيم ومعايير نفس المجتمع.

وهذا ما يدفع بعض الدول الغربية إلى أن تشترط أن يتعلم المنتقلون إليها لغة البلد التي يعملون فيه، وتوجد في ألمانيا مثلا مدارس رسمية وأخرى خاصة تشرف عليها جهات مسئولة من أجل تعليم الألمانية للأجانب مقابل تكاليف زهيدة، ولذلك لا نجد أثرا للعمالة المهاجرة. إن هذا ما يجب أن يأخذ في الاعتبار عند إحضار أجانب أو مربيات أجنبيات، تلك الظاهرة التي زحفت على المجتمع الخليجي وفي طريقها للمجتمع المصري ومجتمعات أخرى.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015