الوالدين بأغلب مسئولياتهم نحو الأبناء مثل توجيههم ومساعدتهم دراسيا والإشراف على طعامهم ولباسهم وألعابهم وصحتهم.

وإذا كانت ظاهرة الخدم واضحة في منطقة الخليج، فإن الظاهرة محدودة في مصر ودول المغرب العربي، ولكن عموما كلما ارتفعت مكانة الأسرة اجتماعيا واقتصاديا أمكن أن نتصور إمكانية وجود خدم أو مربيات.

إن العلاقة الحميمة التي نلاحظها أحيانا بين المربيات والأطفال، إنما يرجع بعضها إلى اعتماد أساليب تربوية خاطئة لدى المربية، مثل التساهل والتراخي، والتكتم على تصرفات الأطفال ... وحتى الحنان المفرط.

وإذا كانت هذه الفئة تتخذ من هذا العمل مهنة لها، فإن تقلباتهم بين البيوت عبر السنوات يجمد حنانهم العاطفي، ويجعلهم عرضة للتذبذب في المشاركة الوجدانية، ولذلك فالأشخاص من هذه الفئة تكون علاقاتهم بالأطفال مجرد علاقات مظهرية ووظيفية في الأعم والأغلب، وبقدر ما تعمل الأسرة على توفير حياة طيبة للخادمة أو المربية يمكن أن تنتظر من الأخيرة الاهتمام والرعاية بالأطفال.

إن علاقة الأم والطفل، في جلستها أو في حركتها، أو حالتها النفسية تبدو أثناء إرضاع الطفل أو تغذيته، وينعكس ذلك على الطفل، وربما الخدم والمربيات كثيرا ما يبدو اهتمامهم بتنظيف الأطفال وملاحظتهم أثناء اللعب.. وما إلى ذلك. ولكن قد يثرن انفعالات الأطفال نتيجة توترهن أو التقزز وهن يقمن بتنظيفهم، وينعكس ذلك على شعور الطفل بذاته وقيمته بالإضافة إلى ما يستخدمه بعض الخدم من أساليب الأمر والنهي لانخفاض مستواهم الثقافي ... أو أساليب العقاب ... لقد شاهدت بنفسي خادما يهدد طفلا في الرابعة من العمر تقريبا بضربة بالحذاء، وذلك أثناء وجودي في متجر بإحدى الدول العربية.

إن هذا لا يقلل من الجهد الكبير الذي يبذله بعض الخدم والمربيات في خدمة الأطفال بإخلاص، ولكن يظل والدا الطفل أهم عاملين أوليين، ما داما هما الشخصان الرئيسيان اللذان يتصلان بالطفل مع بداية حياته، وينطبق ذلك أيضا على أي شخصيات اجتماعية يكون للطفل بها علاقة مثل المربيات أو الخدم، حيث

طور بواسطة نورين ميديا © 2015