فأعجب. أجدُك من أفقه الناس، فقلتُ: ما يمنعها؟ زوجة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وابنةُ أبي بكر. وأجدُك عالمةُ بأيام العرب وأنسابها وأشعارها، فقلتُ: وما يمنعُها؟ وأبوها علاّمةُ قريش، ولكن أعجبُ أني أجدُك عالمةُ بالطبِّ؟ ! فمن أين؟ فأخذت بيدي، وقالت: يا عُريَّة! إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كثرت أسقامُه، فكانت أطباءُ العرب والعجم يبعثون له، فتعَّلمتُ ذلك.
وأخرجه الطبرانيُّ في "الأوسط" (6067) قال: حدثنا محمد بن يونس العُصفريُّ، قال: نا أبو حفص عمرو بن علي بسنده سواء وعنده: "يا خالة! إني لأفكر في أمرك وأعجبُ من أشياء ولا أعجب من أشياء.. وساق مثله وعزاه الهيثميُّ في "المجمع" للمعجم الكبير أيضًا.
قال البزار:
"لا نعلمه يروي عن عائشة، إلا بهذا الإسناد. "
· قُلْتُ: رضي الله عنك!
فقد ظفرتُ له بإسنادٍ آخر.
فأخرجه أحمد في "مسنده" (6/67) قال: حدثنا أبو معاوية عبد الله ابن معاوية الزبيري - قدم علينا مكة-، ثنا هشام بن عروة قال: كان عروةُ يقولُ لعائشة: يا أمتاهُ: لا أعجب من فهمك، أقولُ زوجةُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وبنتُ أبي بكر، ولا أعجب من علمك بالشعر وأيام الناس، أقولُ ابنةُ أبي بكر، وكان أعلم الناس - أو من أعلم الناس ولكن أعجبُ من علمك بالطبِّ كيف هو؟ ومن أين هو؟ قال: فضربت على منكبه،