254 – أخرج الشيخان وغيرهما من حديث ابن عباس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرَّ على قبرين فقال: " إنهما يعذبان وما يعذبان فى كبير. . . الحديث ".
فقال الحافظ فى " الفتح " (1 / 321) :
" قيل كانا كافرين وبه جزم أبو موسى المديني واحتج بما رواه من حديث جابر بسند فيه بن لهيعة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - مر على قبرين من بني النجار هلكا في الجاهلية فسمعهما يعذبان في البول والنميمة. . . قال أبو موسى هذا وأن كان ليس بقوي لكن معناه صحيح لأنهما لو كان مسلمين لما كان لشفاعته إلى أن تيبس الجريدتان معنى ولكنه لما رآهما يعذبان لم يستجز للطفه وعطفه حرمانهما من إحسانه فشفع لهما الى المدة المذكورة "اهـ.
ثم قال الحافظ: " لكن الحديث الذي احتج به أبو موسى ضعيف كما اعترف به وقد رواه أحمد بإسناد صحيح على شرط مسلم وليس فيه سبب التعذيب فهو من تخليط بن لهيعة ".
فردَّ عليه البدر عيني – رحمه الله – فى "عمدة القارى " (3 / 121) بقوله:
قلت: هذا من تخليط هذا القائل! لأن أبا موسي لم يصرح بأنه ضعيف، بل قال: هذا حديث حسن وإن كان إسناده ليس بقوي. ولم يعلم هذا القائل الفرق بين الحسن والضعيف، لأن بعضهم عدَّ الحسن من الصحيح لا قسيمه، ولذك يقال للحديث الواحد أنه: " حسن صحيح ". وقال الترمذي: الحسن ما ليس فى إسناده من يتهم بالكذب. وعبد الله بن لهيعة المصري لا يتهم بالكذب، على أن طائفة منهم قد صححوا حديثه ووثقوه، منهم أحمد رضى الله عنه " أهـ.
? قلت رضى الله عنك!