أمَّا قولك فى (14/244، 245) أن الفريابى يروى عن ابن عيينة، فهذا خطأ أيضاً ومما يدلُّ على ذلك أن المزى رحمه الله ذكر فى " تهذيب الكمال " (11/187) الرواة عن سفيان بن عيينة، فذكر منهم: " محمد ابن يوسف البيكندى (خ) ، ومحمد بن يوسف الفريابى " ووضع بعد البيكندى علامة (خ) ، يعنى: أن البخارىَّ خرَّج له، ولم يُعلم ل " محمد ابن يوسف الفريابى " بشىءٍ، ومعنى هذا أن الفريابى لم يرو شيئاً عن سفيان ابن عيينة فى " صحيح البخارى ".
وفى ترجمة: " سفيان بن سعيد الثورى " من نفس الجزء (11/163) ذكر المزى الرواة عنه فذكر منهم: " محمد بن يوسف الفريابى " وقال (خ م س ق) ولم يذكر البيكندى أصلاً، فاحفظ هذا أيها المسترشدُ فإنَّه مهم، والله يتولانا وإياك.
214 – أخرج البخاري فى " كتاب الأشربة " (10 / 81 – صحيحة) قال: حدثنا أبو نعيم، حدثنا سفيان، عن عاصم الأحول، عن الشعبي، عن بن عباس قال: " شرب النبي صلى الله عليه وسلم قائما من زمزم ".
قال الحافظ فى " الفتح " (10 / 85) : " قال الكرماني: ذكر الكلاباذي أن أبا نعيم سمع من سفيان الثوري ومن سفيان بن عيينة، وأن كلا منها روى عن عاصم الأحول، فيحتمل أن يكون أحدهما. قلت: ليس الاحتمالان فيهما هنا على السواء، فإن أبا نعيم مشهورٌ بالرواية عن الثوري معروف بملازمته، وروايته عن بن عيينة قليلة، وإذا أطلق اسم شيخه حُمل على من هو أشهر بصحبته وروايته عنه أكثر ولهذا جزم المزي في " الأطراف "