ولذته, ومعاشه , وقيامه , وقعوده , واضطجاعه , وسفره , وإقامته , فليس شيء من الأعمال الصالحة يعم الأوقات والأحوال مثله.
كما أن الذكر يكسو الذاكرين الجلالة والمهابة ويورثهم محبة الله التي هي روح الإسلام, ويحيي عندهم المراقبة له والإنابة إليه والهيبة له وتتنزل السكينة.
وفي الذكر حياة قلب الذاكر ولينه , وزوال قسوته , وفيه شفاء القلب من أدواء الغفلة وحب المعاصي, ويعين الإنسان على ما سواه من الطاعات, وييسر أمرها , فإنه يحببها إلى الإنسان ويلذها له , فلا يجد لها من الكلفة والمشقة ما يجده الغافل.
وفي الصحيح: عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ الله عَنْهُ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَثَلُ الَّذِي يَذْكُرُ رَبَّهُ وَالَّذِي لا يَذْكُرُ مَثَلُ الْحَيِّ وَالْمَيِّتِ» (?).
ومعنى الحديث أن التارك للذكر وإن كان فيه حياة ذاتية فليس لحياته اعتبار , بل هو شبيه بالأموات حسا الذين أجسادهم عرضة للهوام, وبواطنهم متعطلة عن الإدراك والفهم.
وقد وردت أحاديث كثيرة صريحة تندب إلى الإكثار من قول: «لا اله إلا الله»:
منها: قولهُ صلى الله عليه وسلم: «أكثروا من قول لا اله إلا الله» (?).