ورُؤيت زبيدة (?) في المنام، فقيل لها: ما فعل الله بك؟ فقالت: غفر لي بهؤلاء الكلمات الأربع: لا اله إلا الله أفني بها عمري، لا اله إلا الله أدخل بها قبري، لا اله إلا الله أخلو بها وحدي، لا اله إلا الله ألقى بها ربي (?).
قال ابن رجب رحمه الله تعالى: فأما من دخل النار من أهل هذه الكلمة فلقلة صدقه في قولها، فإن هذه الكلمة إذا صدقت طهرت القلب من كل ما سوى الله ومتى بقي في القلب أثر سوى الله فمن قلة الصدق في قولها. من صدق في قول لاإله إلا الله لم يحب سواه، ولم يرج سواه، ولم يخش أحدًا إلا الله، ولم يتوكل إلا على الله، ولم يبق له بقية من آثار نفسه وهواه.
ومع هاذا فلا تظنوا أن المحب مطالب بالعصمة وإنما هو مطالب كلما زل أن يتلافى تلك الوصمة (?).
وقد ذكر هذه الآثار عن السلف الصالح فقال رحمه الله تعالى:
قال زيد بن أسلم: إن الله ليحب العبد حتى يبلغ من حبه له أن يقول اذهب فاعمل ما شئت فقد غفرت لك.
وقال الشعبي: إذا أحب الله عبداً لم يضره ذنب.