فمتى بقي للمحب حظ من نفسه فما بيده من المحبة إلا الدعوى. إنما المحب من يفنى عن هوى نفسه كله، ويبقى بحبيبه فبي يسمع وبي يبصر (?).
كان أبو يزيد البسطامي رحمه الله تعالى يقول في مناجاته: إلهي لست أعجب من حبي لك وأنا عبد حقير، وإنما أعجب من حبك لي وأنت ملك قدير.
وكان يحي بن معاذ الرازي رحمه الله تعالى يقول في مناجاته: إلهي ليس العجب من عبد ذليل يحب رباً جليلاً! بل العجب من رب يحب عبداً ذليلاً (?).
وقيل كانت لعبد الله بن الحسين جارية أعجمية: قال: فكانت ذات ليلة نائمة فرأيتها قامت وتوضأت ثم قامت تصلي، فلما فرغت خرت ساجدة وهي تقول: سيدي بحبك لي إلا ما غفرت لي. فقلت لها: ويحك لا تقولي هكذا، ولكن قولي بحبي لك، فربما هو لا يحبك. قالت لي: يابطال لولا حبه لي لما أنامك وأوقفني بين يديه، وبحبه لي أخرجني من دار المشركين وكتبني في ديوان المؤمنين، فقلت لها: اذهبي فأنت حرة لوجه الله تعالى. قالت: يامولاي أسأت إلي. كان لي أجران فصار لي أجر واحد، ثم صرخت صرخة، وقالت: هاذا عتق مولاي الأصغر فكيف عتق مولاي الأكبر. ثم خرت ميتة (?).