فكيف ينسب إليه انه كان يتلقى كلامه من العامة سلمنا انه تلقاه من العامة لأنه قاله بعد إن دخل الحاضرة وخالط عوامها فالعامة إنما تلقوه من المعلمين لانهم هم المحتاجون لذلك لأجل التعليم والمعلمون في تلك الازمان الفاضلة المشهود لهم من المعصوم بالخيرية كانوا علماء فضلاء فكيف ينسب لشيء اجمعوا عليه اخطأ بل نقول لو حدثت هذه التسمية في زماننا هذا واصطلحنا عليها فلا يقال إنها خطأ لأن التسمية لا نزاع فيها وراجع ما تقدم، ومخرجها من الجوف وهو حرف مجهور رخو لم نفتح مستفل بالغا خفي مفخم تارة ومرقق أخرى باعتبار ما قبله ممدود هاوي ويقال هوائي كل مبدل مزيد إذ اكثر ما تقع زايدة وهي من اكثر ما يقع زايدا من حروف الزوايد ولا تقع اصليه إلا منقلبة عن غيرها من واو في نحو قال أو من يا في نحو باع وكال أو من همزة في نحو سال ولا تكون إلا ساكنة لأنها لا تقع أبدا إلا بعد فتح ولا يبتدأ بها أبدا فهي منفردة بأحكام ليست كغيرها من ساير الحروف، يقع الخطأ فيها من اوجه منها حذفها في مثل أنْ أتاه اللهُ ويُؤْتونَ ما أتَوْا وبعضهم وان كان يثبتها إلا انه لا يعطيها حقها من المد قليلا حتى انك لتشك وقت سماعها هل أثبتها أم لا، ومنها ترقيقها في موضع التفخيم وقد تقدم موضعه قال ابن بضجان اعلم إن من انكر تفخيم الألف فانكاره صادر عن جهله أو غلظ طباعه أو عدم اطلاعه أو تمسكه ببعض كتب التجويد التي أهمل مصنفوها فيها التصريح بذكر تفخيم الألف ثم قال والدليل على جهله انه يدعي إن الألف في قراءة ورش طاَلَ وفِصالا وما اشبههما مرققة وترقيقها غير ممكن لوقوع مما بين حرفين مغلظين والدليل على غلظ طبعه انه لا يفرق في لفظه بين ألف قال وحال حالة التجويد والدليل على عدم اطلاعه إن اكثر النحاة نصوا في كتبهم على تفخيم الألف وساق نصوصهم. انتهى - وإذا فخمتها فلا تبالغ فيه كما يفعله بعض العجم حتى يصيروها كالواو، ومنها تفخيمها في موضع الترقيق وقد تقدم والله أعلم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015