على العِدد ويختلفون في التسمية فبعضهم يسمى التام كاملا وبعِضهم يسميه حسنا وبعضهم كافيا وبعضهم مطلقا وبعِضهم مختارا وبعضهم يسمي الكافي حسنا والحسن كافيا وبعضهم يسمي الكافي بالجائز والصالح بالمفهوم وليس هذا خلافا في الحقيقة بل لكل مصطلح مشى عليه وتقسيم منسوب إليه والمختار عِندي تبعا للداني وابن الجزري وغيرهما من المحققين أنها أربعِة أقسام تام وكاف وحسن وقبيح لكن التحقيق ان كل قسم منها ينقسم إلى قسمين فتام وأتم وكاف وأكفى وحسن وأحسن وقبيح وأقبح والله أعلم.

فصل في الوقف التام والاتم

لا يكومن وقفك تاما ألا إذا وقفت على كلام لا تعلق له بما بعِده لا من جهة اللفظ ولا من جهة المعنى، والاتم ادخل في كمال المعنى من التام اذ التام قد يكون له تعاق بما بعده على احتمال مرجوح أو يكون بعِده كلام فيه تنبيه وحث على النظر في عواقب من هلك بسوء فعله فيكون الوقف عليه أتم من الوقف عِلى آخر القصة نحو وبِالَّيْلِ أفلاَ تَعْقلُونَ الوقف على وباليل تام وعلى تعْقلون أتم واكثر ما يوجد في رؤوس الآي وتمام القصص وءاخر السور وقد يوجد التام قبل تمام الفاصلة نحو وجَعَلوُا أعزَّةَ أهلِهَا أذِلةً هو وقف تام عند الجمهور اذ به انَّقضى كلام بلقيس وقال أبو حاتم هو من الوقف المروي عن ابن عباس وقوله بعده وكذلِكَ يفَعلوُنَ هو من كلام الله جل ذكره تصديقا لها أي الأمر كما ذكرت وقيل انه من كلام بلقيس وعليه جماعة من المفسرين منهم البيضاوي فهو تأكيد وتقرير لما وصفته من حالهم وعليه فلا يوقف عليه والوقف على يفعلون وهو رأس الآية بإجماع وهو كاف وكذلك لقد أضَلَّنِي عَنِ الذكْرِ بَعْدَ إذْ جآءنِي هو وقف تام عند

طور بواسطة نورين ميديا © 2015