وكذلك الحكم إذا كانت القربة عتيقة ودهنها بالقطران.

فإن ماءها إذ ذاك لا تصح به الطهارة لتغيره.

ومنها: بناء الدكك من خشب وغيره على أبواب الدور في الشوارع النافذة: وذلك حرام سواء أضر بالمارة أولم يضر على الصحيح.

ويجب على كل قادر هدم ذلك والمنع منه.

لأن الناس كلهم مشتركون في الطريق فليس لأحد منهم أن يختص دونهم بشيء.

ولقد حكي عن الإمام أحمد بن حنبل- رحمه الله تعالى- أنه كان له صاحب يعزه ويكرمه ويجلسه إلى جانبه، فلما كان في بعض الأيام جاء إلى أحمد فأعرض عنه وتكرر هذا منه غير مرة، فسأله عن سبب ذلك يومًا، فقال بلغني أنك طينت جدارك من خارج فأخذت من طريق الناس قدر أنملة غصبًا.

وقال الغزالي: ومن المنكر المعتاد في الشوارع وضع الأساطين وبناء الدكات متصلاً بالأبنية المملوكة وغرس الأشجار وإخراج الأجنحة وأحمال الحبوب والأطعمة وغيرها على الطرقات.

فكل ذلك منكر إن كان يؤدي إلى تضييق الطريق واستضرار المارة.

وإن لم يؤدي ضرر أصلاً لسعة الطريق لا يمنع منه.

قلت: قد تقدم أنه يمنع من بناء الدكة وإن كان لا يضر على الصحيح، والله أعلم.

نعم: يجوز وضع الخشب وأحمال الأطعمة في الطريق في القدر الذي ينقل إلى البيوت.

فإن ذلك يشترك في الحاجة إليه الكافة ولا يمكن المنع منه.

وكذلك ربط الدواب على الطريق بحيث تضيق الطريق وتنجس المجتازين منه منكر، يجب المنع منه، إلا بقدر حاجة النزول والركوب.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015