قال المستدل قد قام الدليل على وجوبها في الحليّ
فيقول الآخر قد قام الدليل على انتفاء وجوبها في الحليّ
فيقول الآخر وجوبها في الحليّ منضمًّا إلى الأمور الواقعة واقع في الواقع فيقول الآخر عدمُ الوجوب منضمًّا إلى الأمور الواقعة واقعٌ في الواقع
فيقول الأول الوجوب ثابت في الحليّ بالمناسبة والدوران
فيقول الثاني الوجوب منتفٍ فيها بالمناسبة والدوران
فيقول الأول عدم الوجوب ملزوم ما وجوده ملزوم لما هو معدوم وإذا كان اللازم معدومًا فملزومه كذلك وملزوم ملزومِه كذلك فيلزم عدم عدم الوجوب فثبت الوجوب
فيعارضه الثاني بمثل هذه العبارة
إلى أمثال هذه العبارات التي ليس لها حاصلٌ سِوى تكرير الدعوى ومعارضتها بمثلها بعد تغيير العبارة وهذا من أقبح ما تَنطق به الألسنة وأَسْمَج ما يخاطب به العاقل فإن قول المعترض يضاف إلى المختص أو لا يُضاف إلى المشترك وأيًّا ما كان لا يضاف إلى المشترك قد علم أنه ثبت أحد الأمرين وهو ثبوت إضافته إلى المختص بالأصل فقط أو انتفاء إضافته إلى المشترك فقد لزم انتفاء إضافته إلى المشترك لكن الشأن في ثبوت أحد الأمرين فلم يذكر