كلهم قد صبروا على الحبس والموت في القيود ولم يجيبوا إلى القول بخلق القرآن.
فلو كان الذب عن القرآن والرد على من زعم أنه مخلوق من فضول العلم ومن المسائل التي ليس لها كبير فائدة لما تحمل هؤلاء ما تحملوه من الأذى والصبر على ما نالهم في سبيل الله ولما كان أكابر العلماء من أهل السنة والحديث يتفقون على تكفير من يقول بخلق القرآن ويأمرون بهجرهم ومجانبتهم فكل هذا مما يعظم شأن المسألة ويبين غلط الشوكاني ويرد عليه وعلى من اغتر بقوله، وقد روى البخاري في كتاب «خلق أفعال العباد» عن وكيع أنه قال: (لاتستخفوا بقولهم القرآن مخلوق فإنه من شر قولهم وإنما يذهبون إلى التعطيل). وفي صفحة10 ذكر المؤلف أثر محنة القول بخلق القرآن في صفوف الرواة والمحدثين وكتب الجرح والتعديل ثم قال: (وجرح بها أقوام من العلماء والمحدثين والفقهاء والقضاة والرواة الثقات الأثبات