. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
وأما المسألة الثانية: فهي التي أشار إليها المصنف بقوله: والنّفي بلا متّصلة كالنّهي على الأصحّ، قال في شرح الكافية (?): «وقد يؤكد بإحدى النونين المضارع المنفي بلا تشبيها بالنهي كقوله تعالى: وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً (?)، قال (?): وقد زعم قوم أن هذا نهي وليس بصحيح، ومثله قول الشاعر:
3673 - فلا الجارة الدّنيا بها تلحينّها ... ولا الضّيف منها إن أناخ محوّل (?)
إلا أن توكيد «تصيبن» أحسن لاتصاله بـ «لا» فهو بذلك أشبه بالنهي كقوله تعالى: لا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطانُ (?) بخلاف قول الشاعر: «تلحينّها» فإنه غير متصل بـ «لا» فبعد شبهه بالنهي ومع ذلك فقد سوغت توكيده «لا» وإن كانت منفصلة، فتوكيد «تصيبن» لاتصاله بـ «لا» أحق وأولى» (?) انتهى.
وذكر الشيخ (?) عن الزجاج قال: زعم بعضهم أنه خبر فيه طرف من النهي كما تقول:
أنزل عن الدّابّة لا تطرحنّك [5/ 46] (?) ومثله: لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمانُ وَجُنُودُهُ (?)، -