. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ـــــــــــــــــــــــــــــ

وإذ قد تقرر هذا فلنرجع إلى ألفاظ الكتاب فنقول:

قوله: كمكانك بمعنى: اثبت يفيد أن مكانك لا يتعدى، وقد تقدم من كلام ابن عصفور أن مكانك يوضع موضع ما هو متعد وما هو غير متعد، قال ابن عصفور (?):

«ولم يحفظ البصريون إلا كون هذه الكلمة لازمة، وحفظ الكوفيون كونها متعدية بمعنى: انتظر، فيقولون: مكانك زيدا» انتهى.

ولا شك أن إثبات كونها متعدية يحتاج إلى دليل.

وقوله: وعندك ولديك ودونك بمعنى: خذ - يفيد أن ثلاث الكلمات متعدية.

أما «عندك» فقد ذكر ابن عصفور أنها تستعمل لازمة كما تستعمل متعدية، ولم يستشهد على ذلك بشيء، وتبعه

الشيخ في ذلك فقال (?): «وتكون لازمة فتستعمل بمعنى تخوّف وتقدّم» (?).

وأقول: إن ذلك يحتاج إلى دليل، ثم كيف يكون معنى «عندك» تقدّم.

ولا شك أن الأمر بالتقدم ينافي قوله: عندك؟

وأما «دونك» فأثبتها ابن عصفور متعدية؛ لكن قال الشيخ: (?): «وتستعمل لازمة بمعنى تأخّر، ولم يذكر على ذلك شاهدا، وأنشد لجرير:

3643 - أعيّاش قد ذاق القيون مرارتي ... وأوقدت ناري فادن دونك فاصطلي (?)

-

طور بواسطة نورين ميديا © 2015