. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ـــــــــــــــــــــــــــــ

الكافية (?) والألفية (?).

وعلى هذا فالمعاني التي تفيدها إما خمسة. وبالحقيقة إنما يستفاد أحد المعاني المذكورة من قرائن الكلام المستعمل فيه إما كما تقدم القول في أو، وإما إنما هي لأحد الشيئين أو الأشياء كما أن أو كذلك. وذكر ابن عصفور من معانيها التفصيل وجعل منه قوله تعالى: إِنَّا هَدَيْناهُ السَّبِيلَ إِمَّا شاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً (?) قال: فصل بإما جنس الإنسان الذي هداه السبيل إلى شاكر وكفور. وقد عرفت أن المصنف جعل إما في هذه الآية الشريفة للتفريق أي التقسيم وهو أظهر مما قال ابن عصفور.

ولكن ابن عصفور ذكر أن من ذلك أيضا قول الشاعر:

3322 - ولست بهاج في القرى أهل منزل ... على زادهم أبكى وأبكي البواكيا

فإمّا كرام موسرون أتيتهم ... فحسبي من ذو عندهم ما كفانيا

وإمّا كرام معسرون عذرتهم ... وإمّا لئام فادّكرت حيائيا (?)

قال: فصل بإما أهل المنزل الذي يأتيهم [4/ 165] إلى كرام موسرين يستغنى عما عندهم بما كفاه وكرام معسرين عذرهم ولئام ترك هجوهم؛ لأنه ادّكر حياء ما في السباب والهجو. انتهى.

وأقول: لا يتعين في هذا الشعر كون أما للتفصيل، بل يجوز كونها للتفريق أي التقسيم. ثم ليعلم أن أما مع موافقتها لأو قد فارقتها في شيء ذكره أبو علي الفارسي وهو أن إما تؤذن أن مبنى الكلام على الشك وأو قد يجوز فيها أن يكون المبنى قد -

طور بواسطة نورين ميديا © 2015