[«إما» العاطفة معانيها، وأحكامها]

قال ابن مالك: (والمعنى مع «إمّا» شكّ أو تخيير أو إبهام أو تفريق مجرّد. وفتح همزتها لغة تميميّة وقد تبدل ميمها الأولى ياء، وقد يستغنى عن الأولى بالثّانية، وب «أو» عن وإمّا. وربّما استغني عنها بـ «وإلّا». وربّما استغني عن واو «وإمّا»، والأصل إن ما وقد تستعمل اضطرارا).

ـــــــــــــــــــــــــــــ

علق بثوب داهن وبثوب ناعب. وقول الآخر:

3310 - فقالوا لنا ثنتان لا بدّ منهما ... صدور رماح أشرعت أو سلاسل (?)

فأجمل في قوله ثنتان وفصل بعد ذلك بأو فجعل صدور الرماح لمن يقتل منهم وجعل السلاسل لمن يؤسر. وذكر ابن عصفور في شرح الإيضاح معنى تاسعا وهو أن يكون لإيجاب أحد الشيئين أو الأشياء في وقت دون وقت (كقولك للشجاع) (?): إنما أنت طعن أو ضرب بأي تارة كذا وأخرى كذا، ومن ذلك قول قطري بن الفجاءة (?):

3311 - حتّى خضبت بما تحدّر من دمي ... أكتاف سرجي أو عنان لجامي (?)

أي خضبت مرة أكتاف سرجي وأخرى عنان لجامي. ومن هذا القبيل: ما أكلت إلا تمرا أو زبيبا، وما لبست إلا خزّا أو ديباجا، أي ما أكلت إلا تمرا مرة وزبيبا أخرى، وما لبست إلا خزّا مرة وديباجا أخرى (?). هذا كلامه.

والذي يظهر أن أو في ما ذكره للتقسيم فهي في: إنما أنت طعن أو ضرب لتقسيم فعل الشجاع بمعنى أن فعله طعن وضرب وفي قول قطري لتقسيم ما لحقه دمه أي وصل إليه وفي ما أكلت إلا تمرا أو زبيبا لتقسيم المأكول وفي ما لبست إلا خزّا أو ديباجا لتقسيم الملبوس.

قال ناظر الجيش: قال المصنف (?): مجيء إما للشك كثير نحو: لزيد من العبيد إما تسعة وإما عشرة، ومجيئها للتخيير كقوله تعالى: إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ -

طور بواسطة نورين ميديا © 2015