. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
2674 - فإن أمس مكروبا فيا ربّ بهمة ... كشفت إذا ما اسودّ وجه جبان (?)
وبقوله:
2675 - وإن أمس مكروبا فيا ربّ قينة ... منعّمة أعملتها بكران (?)
وبقول أبي (كبير) (?) الهذلي:
2676 - أزهير إن يشب القذال فإنّه ... رب هيضل مرس لفقت بهيضل (?)
ثم قال: وكذلك هي في كل موضع استعملت فيه للمباهاة والافتخار؛ لأن الإنسان إنما يفتخر بما يقل نظيره من غيره ويكثر منه. ثم قال: ما ذكروه من أنها في التقليل نظيرة «كم» في التكثير؛ بناء منهم على أن «كم» لا تكون إلا للتكثير وذلك مختلف فيه؛ لأن منهم من ذهب إلى أنها تقع للقليل والكثير؛ فعلى هذا قول عمارة بن عقيل (?):
2677 - فإن تكن الأيّام شيّبن مفرقي ... وأكثرن أشجاني وقلّلن من غربي
فيا ربّ يوم قد شربت بمشرب ... شفيت به عن الصّدي بارد عذب
وكم ليلة قد بتّها غير آثم ... بناحية الحجلين منعمة القلب (?)
إنما ساغ له فيه أن يجمع بين «رب» و «كم» مع أنه أراد تكثير أيامه ولياليه في مذهب من زعم أن «رب» للتقليل، و «كم» للتكثير؛ لأنه راعى فيما أدخل عليه «رب» كونه قليل النظير، وراعى فيما أدخل عليه «كم» كونه كثيرا في نفسه. -