. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
قوّة ترهب عدو الله وعدوكم؛ لصحّ وحسن، ولكنه مجاز والآخر حقيقة، ومنه:
كتبت بالقلم، وقطعت بالسكين، فإنه يصح أن يقال: كتب القلم، وقطع السكين. والنحويون يعبرون عن هذه الباء
بياء الاستعانة، وآثرت على ذلك التعبير بالسببية من أجل الأفعال المنسوبة إلى الله تعالى؛ فإن استعمال السببية فيها يجوز، واستعمال الاستعانة فيها لا يجوز.
وأما [باء] التعليل: فهي التي يحسن غالبا في موضعها اللام كقوله تعالى:
إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخاذِكُمُ الْعِجْلَ (?)، وفَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هادُوا حَرَّمْنا عَلَيْهِمْ طَيِّباتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ (?)، وإِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ (?)، وكقول الشاعر:
2454 - ولكنّ الرّزيّة فقد قرم ... يموت بموته بشر كثير (?)
واحترزت بقولي: (غالبا) من قول العرب: غضبت لفلان؛ إذا غضبت من أجله وهو حيّ، وغضبت به؛ إذا غضبت من أجله وهو ميّت.
وباء المصاحبة: هي التي يحسن في موضعها «مع» ويغني عنها وعن مصحوبها الحال كقوله تعالى: قَدْ جاءَكُمُ الرَّسُولُ بِالْحَقِّ (?) أي: مع الحق ومحقّا، وكقوله تعالى: اهْبِطْ بِسَلامٍ مِنَّا وَبَرَكاتٍ (?) أي: مع سلام ومسلما. ولمساواة هذه الباء «مع» قد يعبر سيبويه (?) عن المفعول معه بالمفعول به.
وباء الظرفية: هي التي يحسن في موضعها في نحو: وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ (?).
وإِذْ أَنْتُمْ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيا وَهُمْ بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوى (?)، وإِنَّكَ بِالْوادِ الْمُقَدَّسِ طُوىً (?)، [و] وَما كُنْتَ بِجانِبِ الْغَرْبِيِّ (?)، ووَ ما كُنْتَ بِجانِبِ الطُّورِ (?)، وبِبَطْنِ مَكَّةَ (?)، ووَ إِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ (137) وَبِاللَّيْلِ (?)، وإِلَّا آلَ لُوطٍ نَجَّيْناهُمْ بِسَحَرٍ (?) وباء البدل: هي التي يحسن في موضعها بدل -